الحركات الفكرية لديه ، فتعينه تارة ، وتقف في وجهه أخرى.
ولسوف يكون لاختلاف تلك الصور أثر في النتائج التي سوف يتوصلان إليها.
ولسوف تترك آثارا مختلفة في نفسية وسلوك وعواطف كل منهما حسبما أشرنا إليه.
وهذا يعرفنا إلى أي حد يتأثر الناس بعضهم ببعض في السلوك ، والأفكار ، والانفعالات ، والأخلاق ، وغير ذلك ، حتى إنك لتحس بالفرق في نفسك ، وفي مشاعرك ، لو وقفت على بائع عبوس فظ غليظ ، ثم وقفت على آخر مهذب ، يواجهك بابتسامته الرقيقة ، ويخاطبك بكلمات عذبة ومهذبة ، وهذا ولا شك لسوف يترك أثرا على نفسك ، ثم على تصرفاتك مع أطفالك وأصدقائك وغيرهم.
وعليه : فإذا كان الفكر شديد الحساسية إلى حد أن يتقرر معه اتجاه الإنسان ، ويؤثر في شخصيته بشكل عام ، فإن أي انحراف يظهر في المجتمع ، مهما كان على نطاق ضيق ومحدود ، سوف لا يقتصر أثره على مرتكبه ، وإنما يتعداه ـ ولو بشكل جزئي ومحدود ـ إلى كل الآخرين ممن يعاشره ويراه ، أو يرتبط به ، من قريب أو من بعيد ، ثم هو يتعداهم إلى غيرهم ، وهكذا.
ومن هنا : فإننا نجد الإسلام يحارب المنكر حتى إعلاميا بكل قوة ، فيمنع حتى من غيبة غير المتجاهر بالمنكر كي لا يعتاد الناس على سماع خبر المنكر والانحراف ، وتأنس أذهانهم به ، وبعد ذلك يسهل عليهم ارتكابه وممارسته ، ولا يريد أن تمر حتى صورة المنكر في أذهانهم كي لا تترك أثرا