ليس لنا فيه فضل؟ تعرف أهل الشام أمورا لا نريد أن يعرفوها؟!
فأخبره بتحريق ما كان نسخ ، فصوب رأيه ، وكان عبد الملك يثقل عليه ذلك.
وبعد أن ذكر الراوي : أن سليمان أخبر قبيصة بن ذؤيب بما جرى ، وجواب قبيصة له ، قال :
فقال سليمان : يا أبا إسحاق ، ألا تخبرني هذا البغض من أمير المؤمنين وأهل بيته لهذا الحي من الأنصار ، وحرمانهم إياهم ، لم كان؟!.
فقال : يا ابن أخي ، أول من أحدث ذلك معاوية بن أبي سفيان ، ثم أحدثه أبو عبد الملك ، ثم أحدثه أبوك.
فقال : علام ذلك؟!
قال : فو الله ما أريد إلا لأعلمه وأعرفه.
فقال : لأنهم قتلوا قوما من قومهم ، وما كان من خذلانهم عثمان «رض» ، فحقدوه عليهم ، وحنقوه ، وتوارثوه ، وكنت أحسب لأمير المؤمنين أن يكون على غير ذلك لهم ، وأن أخرج من مالي فكلمه.
فقال سليمان : أفعل والله ، فكلمه ، وقبيصة حاضر ، فأخبره قبيصة بما كان من محاورتهم.
فقال عبد الملك : والله ما أقدر على غير ذلك ، فدعونا من ذكرهم ، فأسكت القوم (١).
ولكن ما ذكره قبيصة من أن أول من حرمهم هو معاوية في غير محله ، فقد بدأ حرمانهم من زمن عمر بن الخطاب كما يظهر مما تقدم ، بل ومن زمن
__________________
(١) أخبار الموفقيات ص ٣٣٢ ـ ٣٣٤.