قتادة عن أبيه أبي قتادة أنه حرس النبي ليلة بدر فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة» [١٣٥٢٥].
وبإسناده عن أبي قتادة (١) قال : أغار (٢) المشركون على لقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم فركبت فأدركتهم فأظفر بهم وقتلت مسعدة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين رآني : «أفلح الوجه ، اللهمّ اغفر له ، ثلاثا» ونفّلني سلب مسعدة. قال الطبراني : لم يرو هذه الأحاديث عن أبي قتادة إلّا ولده ، ولا سمعناها إلّا من عبدة ، وكانت امرأة فصيحة عاقلة متدينة.
وقالت عبدة حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه قال : قال أبو قتادة للنبي صلىاللهعليهوسلم :
إني جيد السلاح ، وجيد القلب وفرسي قوي ، فأرسلني يا نبي الله يمنة ويسرة. فقال : «إني أشفق عليك يا أبا قتادة». قال : ثم وقع في عينه سهم فأخرجه النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتفل في عينه. قال ابن سعد : أخبرنا عارم بن الفضل ، حدّثنا حماد بن زيد عن أيوب ، عن محمّد بن سيرين أن النبي صلىاللهعليهوسلم أرسل إلى أبي قتادة فقيل : يترجّل. ثم أرسل إليه ، فقيل : يترجل. ثم أرسل إليه ، فقيل : يترجل ، فقال : «احلقوا رأسه» ، فجاء فقال : يا رسول الله ، دعني هذه المرة ، فو الله لأعتبنّك. فكان أول ما لقي قتل مسعدة (٣) رأس المشركين.
أخبرنا معن بن عيسى حدّثنا محمّد بن عمرو عن محمّد بن سيرين : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى أبا قتادة يصلي ويبقى شعره ، فأراد أن يحزه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن تركته أن أرضيك» فتركه ، فأغار مسعدة الفزاري على سرح أهل المدينة فركب أبو قتادة ، فلقي مسعدة فقتله.
أخبرنا معن بن عيسى ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد ، عن زيد بن أسلم : أن أبا قتادة قال حين توجه إلى اللّقاح (٤) :
ألا عليك الخيل إن ألمّت |
|
إن لم أدافعها فجزوا لمّتي (٥) |
قال الواقدي (٦) : حدّثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ، عن أبيه ، قال : قال أبو قتادة :
__________________
(١) الإصابة ٤ / ١٥٨.
(٢) في الإصابة : انحاز.
(٣) هو مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري ، قاله ابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٢٥١.
(٤) اللقاح : الإبل الحوامل ذوات الألبان.
(٥) الرجز في الأغاني ٥ / ٤٤ ونسبه إلى جحدر بن ضبيعة بن قيس قاله يوم قضة ، وكان بين بكر وتغلب ، وقيل إن قائله : صخر بن عمرو السلمي.
(٦) الخبر رواه محمد بن عمر الواقدي في المغازي ٢ / ٥٤٤.