غوي فلا يغوينكم عن آلهة آبائكم» ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يفرّ منه ، وهو على أثره ، ونحن نتبعه ونحن غلمان ، فإني أنظر إليه أحول وذو غديرتين أبيض الرأس .... (١).
وفي رواية :
رأيت أبا لهب بعكاظ وهو وراء رسول الله صلىاللهعليهوسلم والنبي صلىاللهعليهوسلم يلوذ منه ، فقال : إن هذا قد سفّه مآثر آبائكم ، فاحذروه. قال : وهو أحول من أجمل الناس ، وله غديرتان.
وفي رواية :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله ووراءه رجل أحول تقدّ وجنتاه وهو يقول : أيها الناس لا يغرنكم هذا من دينكم ، ودين آبائكم. قلت : من هو؟ قال : أبو لهب.
وفي رواية :
والله إني لأذكره يطوف على المنازل بمنى وأنا مع أبي غلام شاب ، وراءه رجل حسن الوجه أحول وله غديرتان ، كلما وقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم على قوم قال : «أنا رسول الله يأمركم أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا» فيقول الذي خلفه : إن هذا يدعوكم إلى أن تفارقوا دين آبائكم ، وأن ... اللات والعزى وحلفاءكم من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فقلت لأبي : من هذا؟ قال : هذا عمه أبو لهب.
قال جامع بن شداد المحاربي ، حدّثني رجل من قومي يقال له طارق بن عبد الله قال : إني لقائم بذي المجاز ، إذ أقبل رجل عليه جبة له وهو يقول :
«يا أيها النّاس ، قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا». وإذا رجل خلفه يرميه ؛ قد أدمى ساقيه وعرقوبيه (٢) ، ويقول : أيها الناس ، إنه كذّاب فلا تصدّقوه. فقلت : من هذا؟ فقالوا : هذا غلام من بني هاشم يزعم أنه رسول الله ، قلت : من هذا الذي يفعل به هذا؟ قالوا : هذا عمّه عبد العزى.
وكان ابن كثير (٣) يقرأ (أَبِي لَهَبٍ) ، ساكنة الهاء ، ونسبه أنه لغة ، كالنهر والنهر ، واتفقوا في الثانية على الفتح لوفاق الفواصل.
__________________
(١) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
(٢) في مختصر أبي شامة : ورجل يتبعه يرميه بالحجارة ، والعبارة المثبتة عن مختصر ابن منظور.
(٣) اسمه عبد الله بن كثير ، أبو معبد ، أحد القراء المشهورين ، ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٨٦ رقم ٣٤.