كثير من حديث الحجاز وعلى معرفته ، وحدث عنه من حدث من الثقات فاعتمدوه حفظا واتقانا ، وكلام ابن معين فيه تحامل.
وأما سوء رأي النسائي ، فسمعت محمد بن هارون بن حسان البرقي يقول : هذا الخراساني ـ يعني النسائي ـ يتكلم في أحمد بن صالح ، وحضرت مجلس أحمد بن صالح ، وطرده من مجلسه ، فحمله ذلك على أن تكلم فيه. وهذا أحمد بن حنبل قد أثنى عليه ، فالقول فيه ما قاله أحمد ، لا ما قاله غيره فيه](١).
[قال ابن عدي :
وأحمد بن صالح من أجلة الناس ، وذاك أني رأيت جمع أبي موسى الزمن في عامة ما جمع من حديث الزهري يقول : كتب إلي أحمد بن صالح ، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري](٢).
[قال أبو بكر الخطيب].
[أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل أخبرنا أبو أحمد ابن عدي قال : سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول : سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول : قدمت مصر وأتيت أحمد بن صالح ، فسألني : من أين أنت؟ قلت : من بغداد ، قال : منزل من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت : أنا من أصحابه ، قال : تكتب لي موضع منزلك فإني أريد أوافي العراق حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل ، فكتبت له ، فوافى أحمد بن صالح سنة اثنتي عشرة إلى عفان ، فسأل عني ، فلقيني ، فقال : الموعد الذي بيني وبينك؟
فذهبت به إلى أحمد بن حنبل واستأذنت له فقلت : أحمد بن صالح بالباب. فأذن له ، فقام إليه ورحب به وقربه ، وقال له : بلغني أنك جمعت حديث الزهري ، فتعال نذاكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما عن الآخر حتى فرغا. قال : وما رأيت أحسن من مذاكرتهما.
ثم قال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح : تعال حتى نذاكر ما روى الزهري عن أولاد أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجعلا يتذاكران أحدهما على الآخر إلى أن قال أحمد بن حنبل
__________________
(١) الزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي ١ / ١٨٣.
(٢) الزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي ١ / ١٨٤.