ويا حياتي حياتي غير طيبة |
|
وهل تطيب بفقد السمع والبصر |
ويا سروري سروري قد ذهبت به |
|
وإن تبقى قليل فهو في ثر |
فالعين بعدك يا عيني مدامعها |
|
تسقي مغانيك وما يغني عن المطر |
والقلب بعدك يا قلبي تقلبه |
|
في النار أيدي الأسى من شدة الفكر |
كم يبك قلبي على ما نابه أحد |
|
في الناس كلهم إلّا أبو البشر |
لو أن أيوب لاقى بعض ما لقيت |
|
نفسي لبادر يشكو غير مصطبر |
وما مصيبة إسرائيل فادحة |
|
لأنه كان يرجو فرحة الظفر |
قال أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي :
أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب أبو الطيب المقدسي الفقيه الواعظ إمام جامع الرافقة سمع أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري بمكة وذكر لي أنه سمع الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي ، ودخل المغرب مع أبيه وسمع من جماعة من الشيوخ ، ولم يكن عنده عنهم شيء.
وكان له ديوان شعر حسن ، سمعت منه بعضه بالرافقة ، وكان قد قدم دمشق غيرة مرة. ورأيته في إحدى القدمات وأنا صغير ولم أسمع منه بدمشق شيئا ، وكتبت عنه بالرافقة شيئا يسيرا ، وكان شيخا مستورا معيلا مقلّا.
قال أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني :
أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي ، أبو الطيب المقدسي ـ إمام جامع الرافقة ـ وهي بلدة على شط الفرات تعرف بالرقة الساعة ، والرقة كانت بجنبها فخربت ، كان واعظا ورد بغداد حاجا ، وسمع بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وسمع منه رفيقنا أبو القاسم الدمشقي وغيره.
قال الحافظ أبو القاسم :
فارقت أبا الطيب حيّا في سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومات بعد ذلك](١).
حدث بالرافقة عن أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري بسنده عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٨٨ ـ ٩٩١.