ومرافعات إلى الوالي ، فاستقر الأمر على أنه لا يتقدم في الجامع غير إمام الشافعية ، وإمام الحنفية لا غير ، وبقي الأمر كذلك مدة ، وكان البدليسي في ابتداء أمره صوفيا مجردا ، حكي عنه أنه كان في الدويرة ، فإذا أصابه احتلام اغتسل بالماء البارد ، فقال له بعض الناس : لو جعلت تحت سجادتك صحيحا تدخل به الحمام ، فقال : أنا أظهر التصوف فكيف أدّخر شيئا ثم أثرى بعد ذلك من التجار فيما كان يأخذه من الأجر على الصلاة ، ومن قبول الصّلات ، واشترى بستانا ، ومات ، وخلّف قطعة من المال ، وكانت وفاته في الثالث من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، ودفن ببستانه من أرض كفريامقرى (١).
__________________
(١) كذا ورد اسمها في بغية الطلب نقلا عن ابن عساكر ، ولم أجدها ، ولعله أراد : مقرى ، وهي قرية كانت في غربي طاحونة الاشنان من أرض الصالحية ، انظر غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٨٠.