أكرمك إن تأتني ، والأحسن إذا قدمت الجواب (١) أن يكون ما بعد (إن) فعلا ماضيا ليكون ما بعدها غير معمول فيه كجوابها ، ويحسن أن يكون مضارعا لأن الجواب قد تقدم وجاءت على أصلها ، وليس ذلك كتأخير الجواب لما ذكرناه من مخالفة الأصل.
واعلم أن الفعل ليس له من الأحكام في باب التبعيض ما للأسماء فلذلك لم يدخل فيه بدل التبعيض من الكل ولم يجز أن تبدل الفعل من الفعل إلا أن يكون في معناه لأن البدل تبيين فلا يجوز أن يبين الشيء بما لا تعلق بينه وبين المبين له ، ولا يجوز أن تبدل الفعل من الفعل إذا لم يكن في معناه إلا على طريق الغلط / كما يقع ذلك في الأسماء.
واعلم أن الفعل المضارع إنما يرتفع إذا وقع موقع الحال لأنه قد وقع موقع الاسم ، ومع ذلك فعوامل الأسماء لا تعمل في الأفعال ولذلك استحقت الرفع وقد بينا هذا فيما مضى.
واعلم أن جواب الأمر والنهي والنفي والاستفهام والتمني والعرض إنما [هو](٢) الجزم ؛ لأن ما تقدمه يتضمن معنى الشرط ألا ترى أن قولك : أين بيتك أزرك؟ معناه : إن تعلمني بيتك أزرك ، وكذلك إذا قلت : ايتني أكرمك ، وكذلك : لا تأتني أضربك ، معناه : إن تأتني أضربك ، وليت زيدا عندنا نكرمه معناه : لو كان زيد عندنا أكرمناه و (لو) تضارع (إن) لأنها تقتضي جوابا كقولك : لو تكون عندنا لأكرمناك ، فصار بمنزلة : إن تكن عندنا أكرمناك ، وكذلك حكم العرض فلما تضمنت هذه الأسماء معنى الشرط قدر معها (إن) فانجزم الجواب بتقدير حرف الشرط ، فإن رفعت الفعل في جوابها فعلى وجهين:
__________________
(١) أي ما يدل على الجواب.
(٢) زيادة ليست في الأصل.