المتطرف ، ومع ذلك فقد بينا أن ما بعد ياء التصغير / يجب أن ينكسر والياء من جنس الكسرة فتبعتها ، وإنما كان حذف الزائد أولى ، لأن الأصل هو الذي بنيت عليه الكلمة ، والزائد دخيل ، فلما وجب حذف حرف من هذه الجملة كان ما كان يزيد على الشيء أولى بالحذف من حذف ما كان من الأصل لاعتماد الكلمة عليه ، وإن كان الاسم الذي على خمسة أحرف فيه زائدتان متساويتان أعني في اللحاق ، فأنت مخير في حذف إحداهما ، وإنما كنت بالخيار لتساويهما ، فلابد من حذف إحداهما فلذلك لم يجب الحذف لإحداهما بعينه دون الآخر ، وأما ما كان زيادتاه مختلفتين ك (قلنسوة) وذلك أن النون والواو فيها زائدتان لغير الإلحاق لأنه لا نظير له في الأصول أعني لوزن قلنسوة فلذلك لم تكن زيادتهما للإلحاق فإذا صغرته فحذفت النون قلت : قليسية ، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، وإنما انقلبت الواو وهي متحركة والقلب إنما يجب في الواو إذا سكنت وانكسر ما قبلها لأن هاء التأنيث في التقدير منفصلة مما قبلها فجعلت الواو طرفا مفردة لتقدير الانفصال ، وإذا كانت طرفا مفردة كانت ساكنة في الوقف فلذلك قلبت ياء بتقدير السكون فيها في الأصل ، ويدلك على الانفصال حكم الهاء من الاسم أنك لو صغرت قرعبلانة (١) لقلت : قريعبة ، فحذفت اللام والألف والنون وردت هاء التأنيث على المصغر فبان بما ذكرنا أن التصغير في التقدير يقع في الاسم بغير هاء ثم تلحقه الهاء فلذلك انقلبت الواو في قلنسوة ، فإن عوضت من النون ياء جئت بها قبل الياء المنقلبة من الواو فأدغمتها فيها فقلت قليسية.
فإن قيل في قلب الواو ياء أنه لا يجب قلبها إذا عوضت لأن ياء العوض ساكنة والواو بعدها متحركة فقد سبقتها الياء بالسكون ومتى اجتمعت الواو والياء والأول منهما ساكن قلبت الواو ياء إذا كان الأول واوا (٢) وأدغمت الأول في
__________________
(١) القرعبلانة : دويّبة عريضة محبنطئة بطيئة ، وأصله : قرعبل ... وتصغيره : قريعبة. القاموس (قرعل).
(٢) في الأصل : واو.