والله ما قام زيد ، والله ما زيد منطلقا ، و (لا) تدخل على الفعل المضارع وتخلصه للاستقبال / وإنما أدخلوها على الماضي وهم يريدون الاستقبال كقولك : والله لا فعلت (١) أبدا و (لا) تدخل على الاسم وإنما احتيج إلى ما ذكرنا لأن الإيجاب والنفي قد يقعان (٢) بالأسماء والأفعال.
فإن قال قائل : فهلّا اكتفي ب (ما) وحدها (٣) إذ كانت تقع على الفعل والاسم أو (٤) ب (اللام) وحدها إذ كانت تقع على الاسم والفعل أيضا؟
قيل له : لأن (لا) جعلت لنفي الفعل المستقبل المحض و (ما) تنفي الفعل الماضي ، ويقع الفعل المستقبل فيصلح لزمانين للحال والاستقبال ، فلما لم تصلح (ما) لنفي الاستقبال احتاجوا إلى حرف يختص بذلك فجاؤوا ب (لا) ، فلما ثبت للنفي حرفان جاؤوا ايضا للإيجاب بحرفين ، أحدهما يخلص الاسم وهو أن يعادلوا بذلك حكم (لا) ولو قيل : إنهم فعلوا ذلك اتساعا لئلا يضيق عليهم كان وجها.
واعلم أن النون إنما ألزمت اللام لأن الفعل المضارع يصلح لزمانين فلو أسقطت النون وقلت : والله لا يقوم زيد ، لم يعلم أنك تقسم على الحال أو (٥) الاستقبال فجعلوا النون تخص الفعل المضارع بالاستقبال كما تخصه بالسين وسوف وإنما كانت النون أولى بذلك لأنها تدخل زائدة مؤكدة ولكل فعل غير واجب نحو الأمر والنهي والنفي والاستفهام وما أشبه ذلك كقولك : أضربن زيدا ، ولا تقتلنّ عمرا ، وهل تأتينّ خالدا ، أو ما تكرمنّ عمرا ، فلما كانت هذه
__________________
(١) في الأصل كلمة لم أتبينها وقد أثبت ما يناسب المعنى.
(٢) في الأصل : يقعا.
(٣) في الأصل : وجدنا.
(٤) في الأصل : و.
(٥) في الأصل : و.