وكان اعتمادي ـ إضافة إلى كتاب الوراق نفسه ـ على كتب النحاة ، الذين تناولوا العلل النحوية ، أو بثوها في مؤلفاتهم ، وأبرزها كتاب سيبويه ، والمقتضب للمبرد ، وكتب الفارسي وابن جني والزجاجي ، ممن جاء قبل الوراق أو عاصره ، وكتب ابن الأنباري والعكبري ممن جاء بعده.
ولعلنا نستطيع القول ، إذا أردنا أن نقوم كتب العلل : إن كتاب (الإيضاح في علل النحو) للزجاجي كتاب موجز في العلل من الناحية النظرية ، أما العلل التطبيقية فقليلة جدا إذا ما قيست بما أورده في كتابه من علل لمعظم موضوعات النحو وأحكامه. وكتاب (اللباب في علل البناء والإعراب) للعكبري أكثر الكتب النحوية تعليلا لما يورد من أحكام نحوية ، حتى يظن بأنه كتاب في العلل. وأما كتاب (العلل في النحو) للوراق ، فهو في حقيقة أمره ـ كما رأيت ـ كتاب يعلل النحو الذي ضمه كتاب سيبويه ، فكأنه جعل تعليل الأحكام التي أطلقها سيبويه غاية له ، وهدفا يسعى إليه. وحسب كتاب الوراق اتصاله الشديد بكتاب سيبويه وتعليله لأحكامه ، وكأنه شرح من شروحه ، ولكنه مختص بميزة لم يشركه فيها شرح آخر وهي انصرافه إلى تعليل الأحكام التي أطلقها سيبويه. وبذلك تكون لهذا الكتاب منزلة بين كتب النحو ، وهي منزلة مزدوجة لأنه ذو قيمة في نفسه أولا ، وذو قيمة ثانية يستمدها من كتاب سيبويه الذي يتابع أحكامه ويعللها.
وفي الختام أقدم الشكر الخالص للأستاذ الدكتور عبد الحفيظ السطلي ، الذي أشرف على هذا العمل ، وأسهم في إخراج هذا الكتاب ، بما قدمه لي من عون ونصح وتوجيهات.
والشكر الجزيل لمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ـ بدبي ـ لما قدمه لي من تسهيلات في سبيل الحصول على نسخة مصورة للمخطوط.
وكذلك الشكر كل الشكر للوالد الدكتور مازن المبارك ، الذي كنت ألجأ إليه بين الحين والحين ، سائلة مستفسرة ، فكان المرجع والمآل فيما يعترضني من صعوبات.
وبعد ، فهذا ما وسعه الجهد والوقت ، فإن أكن قصرت أو سهوت فمني ، وإن أكن أصبت فبفضل ربي ، له الحمد في الأولى والآخرة.
|
مها مازن المبارك دمشق في ٢٠ جمادى الآخرة ١٤٢١ ه ١٩ / ٩ / ٢٠٠٠ م |