في الترشيح ، ويبقى للأمة حق الاختيار ، ولن يفوت الأمة الإسلامية أن تختار الأرضى لله. قال تعالى (في سورة الشورى) (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) ويا حبذا من خلال الشورى إمامة هاشمي عدل : فإن لم يكن فإمامة قرشي عدل : فإن لم يكن فإمامة مسلم عدل ، وياللأسف لم يعد في عصرنا للمسلمين خليفة يجمعهم.
فصل في أن قوله تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) نص في أن الباطنين على باطل :
في العالم الآن فرق باطنية تدعي أن للقرآن ظاهرا يخالف الباطن ، وأن أئمتهم هم الذين يعرفون هذا الباطن ، وبناء على أقوال أئمتهم ظالمون في زعمهم عطلوا الصلاة والصوم والزكاة والحج ، وغير ذلك من شعائر الإسلام ، وبذلك ثبت أن أئمتهم ظالمون ، وبذلك ثبت أنهم لا يستحقون الإمامة ، وبذلك ثبت أن هؤلاء على باطل ، والأمر أوضح من أن يتكلم به.
فصل : في الظلم الذي لا يستحق به صاحبه منصب الخلافة :
في شريعة الله الظلم ظلمان : ظلم الإنسان لنفسه ، وظلمه لغيره ، وظلم الإنسان لنفسه يتمثل فى الشرك والكفر ، ويتمثل في البدعة والفسوق ، وكلها تخرج صاحبها عن استحقاقه الإمامة في الوضع العادي ، وإذا انعقدت الإمامة ثم فسق من انعقدت له ينعزل تلقائيا بفسوقه أو يستحق العزل؟ القول الأقوى عند الحنفية : أنه يستحق العزل من أهل الحل والعقد.
قال القرطبي : «استدل جماعة من العلماء بهذه الآية على أن الإمام يكون من أهل العدل والإحسان والفضل ، مع القوة على القيام بذلك ، وهو الذي أمر النبي صلىاللهعليهوسلم ألا ينازعوا الأمر أهله على ما تقدم من القول فيه ، فأما أهل الفسوق والجور والظلم فليسوا له بأهل لقوله تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ولهذا خرج ابن الزبير ، والحسين بن علي رضي الله عنه ، وخرج خيار أهل العراق وعلماؤهم ، على الحجاج. وأخرج أهل المدينة بني أمية وقاموا عليهم ، فكانت الحرة التي أوقعها بهم عقبة بن مسلم. والذي عليه الأكثر من العلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، وإراقة الدماء ، وانطلاق أيدي السفهاء ، وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض ، والأول مذهب طائفة من المعتزلة ، وهو مذهب الخوارج فاعلمه». أقول وهو مذهب كبار في أئمة أهل السنة والجماعة ، ويكفي من ذكر ،