أمّا بعد ، فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتّى يبايعوا ؛ والسلام» (١).
وقال الذهبي :
«قالوا : ولمّا حُضِرَ معاوية دعا يزيد فأوصاه ، وقال : انظر حسيناً فإنّه أحبّ الناس إلى الناس ، فصِل رحمه وارفق به ، فإنْ يك منه شيء فسيكفيك الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
ومات معاوية في نصف رجب ، وبايع الناس يزيد ، فكتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، أنِ ادعُ الناس وبايعهم ، وابدأ بالوجوه ، وارفق بالحسين ، فبعث إلى الحسين وابن الزبير في الليل ودعاهما إلى بيعة يزيد ، فقالا : نصبح وننظر في ما يعمل الناس ؛ ووثبا فخرجا.
وقد كان الوليد أغلظ للحسين ، فشتمه حسين وأخذ بعمامته فنزعها ، فقال الوليد : إنْ هجنا بهذا إلّاأسداً ؛ فقال له مروان أو غيره : أُقتله! قال : إنّ ذاك لدم مصون» (٢).
فهؤلاء لا يروون لا القتل ولا استعمال الشدّة ، بل بالعكس ، ينقلون الرفق بالإمام ...
وأبو الفداء ..
لا يروي شيئاً ، لا القتل ، ولا الشدّة ، ولا الرفق ... وإنّما جاء في تاريخه :
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٣ / ٣٧٧ حوادث سنة ٦٠ ه ، وانظر : البداية والنهاية ٨ / ١١٨
(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٥ رقم ٤٨