لنا أحداً فليضمن لنا ما في عِرافته ألّا يخالفنا منهم مخالف ، ولا يبغِ علينا منهم باغٍ ، فمن لم يفعل برئت منه الذمّةُ وحلالٌ لنا دمُه ومالُه ، وأيّما عريفٍ وُجدَ في عرافته من بُغية أمير المؤمنين أحدٌ لم يرفعه إلينا ، صُلِبَ على باب داره ، وأُلغيت تلك العرافةُ من العطاء» (١).
واتّخذ ابن زياد فور وصوله إلى الكوفة ـ بعد أنْ عُرف أصحاب مسلم بن عقيل وشيعته وانكشفوا على أثر سكوت «النعمان بن بشير» عنهم!! ـ إجراءات عديدةٍ غيَّرت مجاري الأُمور ، وانتهت بالقضاء على مسلم وأنصاره واستشهادهم ، ثمّ استشهاد الإمام وأصحابه في كربلاء ، ونحن نلخّص ما قام به في خطوط :
١ ـ الشائعات
كان للإشاعات الدور الكبير في تفرّق الناس عن مسلم عليهالسلام ، فقد أمر ابنُ زياد جماعةً ممّن حوله أنْ يعلموا الناس بوصوله إلى الكوفة ويشيعوا بينهم وصول جيشٍ من الشام ويخوّفونهم به ، ويخذّلونهم عن مسلم بن عقيل (٢).
ومن هؤلاء : شهاب الحارثي ، فقد جاء بترجمته من «مختصر تاريخ دمشق» أنّه هو الذي قبض على حُجر بن عديّ وجماعته وأخذهم إلى معاوية ، وكان والي الريّ من قبل معاوية (٣).
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٤٢ ـ ٤٥ ، وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٨١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، البداية والنهاية ٨ / ١٢٢ ـ ١٢٣
(٢) انظر : بحار الأنوار ٤٤ / ٣٥٠
(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ١٣٨ رقم ١٠٠