موجبة لقبوله ، لأن بإمكانهم مناقشة الأمر كله ، كما يناقشون بالكتب نفسها ، هذا أوّلا.
وثانيا ، إن القرآن لم يتحدث ـ على الظاهر ـ بأن الإشارة إليه مذكورة في الكتب السابقة ، بل كل ما هناك أن اسم النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مذكورا على لسان الأنبياء السابقين ، إلّا إذا كان ذكره صلىاللهعليهوآلهوسلم لازما لذكر القرآن ، بينما تعدد الحديث في القرآن ، أنه مصدق لما بين يديه من الكتب وأن ما تضمنه من بعض المعارف مذكور في صحف إبراهيم وموسى عليهالسلام ، والله العالم.
(أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) الذين كانوا يتحدثون عن النبي وعن كتابه ودينه ، وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ، مما يدلّ على أنه يرتكز على أساس الحقيقة الدينية المتوارثة عند أهل الكتاب الذين يملكون الاحترام لدى المشركين في معرفتهم بالمسألة الدينية باعتبارها من اختصاصاتهم في نظر الجميع.
* * *
الكذب يفتح أبواب العذاب
(وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ* فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) أي لو نزلناه بلغة العجم ، فقرأه على هؤلاء الذين ينكرونه الآن ، لأمكن أن لا يؤمنوا به متعلّلين بأنهم لا يفهمونه في خصائصه الدالة على صدقه ، ولكن ما عذرهم أمام هذا القرآن العربي الواضح الذي لا مجال فيه للريب أو الشك في ما يفهمونه من كل مقاصدهم ، وهذا ما يمكن أن نستوحيه من الحديث عن إنزاله (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ومن قوله تعالى : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ