أشدّ تشميرا ، ولا أفقه ، ولا أنسك ، ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان (١).
وقال أبو الزّناد : فقهاء المدينة : سعيد بن المسيّب ، وعبد الملك بن مروان ، وعروة بن الزّبير ، وقبيصة بن ذؤيب (٢).
وعن ابن عمر قال : ولد الناس أبناء ، وولد مروان أبا.
وعن عبدة بن رياح الغسّانيّ ، أنّ أمّ الدرداء قالت : يا أمير المؤمنين ـ تعني عبد الملك ـ ما زلت أتخيّل هذا الأمر فيك منذ رأيتك. قال : وكيف ذاك؟ قالت : ما رأيت أحسن منك محدّثا ، ولا أحلم منك مستمعا.
وقال سعيد بن داود : قال مالك : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أول من صلّى في المسجد ما بين الظّهر والعصر عبد الملك بن مروان وفتيان معه ، كانوا إذا صلّى الإمام الظّهر قاموا فصلّوا إلى العصر ، فقيل لسعيد بن المسيّب : لو قمنا فصلّينا كما يصلّي هؤلاء ، فقال سعيد : ليست العبادة بكثرة الصّلاة ولا الصّوم ، إنّما العبادة التفكّر في أمر الله ، والورع عن محارم الله.
وروى إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشّعبيّ قال : ما جالست أحدا إلّا وجدت لي عليه الفضل ، إلّا عبد الملك بن مروان ، فإنّي ما فإنّي ما ذاكرته حديثا إلّا زادني فيه ، ولا شعرا إلّا زادني فيه.
وقال خليفة : قال لي أبو خالد : أغزى مسلمة بن مخلد معاوية بن حديج (٣) سنة خمسين ، وكتب معاوية إلى مروان ، أن ابعث عبد الملك على بعث المدينة إلى المغرب ، فقدم عبد الملك ، فدخل إفريقية مع معاوية بن حديج ، فبعثه ابن حديج إلى حصن ، فحصر أهله ، ونصب عليه المنجنيق (٤).
وقال حمّاد بن سلمة : أنبأ حميد عن بكر بن عبد الله المزنيّ ، أنّ يهوديّا
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٤ ، تاريخ دمشق ١٠ / ٢٥٤ أ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٩.
(٢) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٦٣ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٩.
(٣) في الأصل «خديج» وهو تحريف.
(٤) تاريخ خليفة ٢١٠ ، ٢١١ وفيه : «فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى جلولاء بأرض المغرب ، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق». وانظر : الحلّة السيراء ١ / ٢٩ ، ٣٠.