ثمّ وفد إلى الشام بعد نيّف وعشرين سنة. وكان قد تمكّن بإفريقية ، ودانت له ، وهذّبها بعد قتل الكاهنة (١) ، فلما ولي الوليد أرسل إلى نوّابه يحرّضهم على الجهاد ويبالغ ، وأمرهم بعمل المراكب والإكثار منها ، وبحرب الروم والبربر في البر والبحر ، وعزل حسّان فقدم عليه بتحف عظيمة وأموال وجواهر ، وقال : يا أمير المؤمنين إنّما خرجت مجاهدا في سبيل الله وليس مثلي من خان الله وأمير المؤمنين ، فقال : أنا أردّك إلى عملك ، فحلف أنّه لا ولي لبني أميّة ولاية أبدا (٢).
وكان حسّان يسمّى الشيخ الأمين لثقته وأمانته (٣).
وأمّا أبو سعيد بن يونس فقال : إنّ موت حسّان سند ثمانين (٤).
١٦ ـ (حصين بن مالك) (٥) ـ ن ق ـ بن الخشخاش ، وهو حصين بن أبي الحرّ التميمي العنبري البصريّ ، جدّ القاضي عبيد الله بن الحسن العنبريّ.
عن : جدّه الخشخاش ـ وله صحبة ـ ، وعن سمرة بن جندب ، وعمران بن حصين.
وعنه : ابنه الحسن ، وعبد الملك بن عمير ، ويونس بن عبيد ، وقيل يونس ، عن رجل ، عنه.
__________________
(١) انظر تفاصيل ذلك في البيان المغرب ١ / ٣٥ وما بعدها.
(٢) المؤلّف ينقل الخبر عن البيان المغرب ١ / ٣٩.
(٣) البيان المغرب ١ / ٣٩.
(٤) يقول ابن عذاري إن عبد العزيز بن مروان الوالي على مصر هو الّذي عزل حسّانا ، إذ كان الوالي على مصر يولّي على إفريقية. (البيان المغرب ١ / ٣٨).
(٥) انظر عن (حصين بن مالك) في :
طبقات ابن سعد ٧ / ١٢٥ ، وطبقات خليفة ٢٠٢ ، والتاريخ الكبير ٣ / ٩ رقم ٣٠ ، وتاريخ الثقات للعجلي ١٢٣ رقم ٣٠٢ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ١٥٦ ، والمعارف ٣٣٧ ، وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٥٥ ، وانظر فهرس الأعلام في المعرفة والتاريخ ٣ / ٥٠١ حيث أحال إلى حصين بن مالك بن الخشخاش ولم يذكره ، وتاريخ الطبري ٣ / ٣٧٢ و ٤ / ٨١ و ٢٦٥ و ٣٢٧ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٧٤ ، وجمهرة أنساب العرب ٢٠٩ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٥٣٣ ـ ٥٣٦ رقم ١٣٦٨ ، والكاشف ١ / ١٧٥ رقم ١١٣٨ ، والكامل في التاريخ ٣ / ٢٦٤ ، وميزان الاعتدال ١ / ٥٥٣ رقم ٢٠٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ رقم ٦٧٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٨٣ رقم ٤١٨ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٨٦ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٩١ رقم ٨٥.