اشارة الى انّ من كان في تيه النّفس لا ينبغي ان ينظر اليه نظر الحقارة ، كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم:
هيچ كافر را بخوارى منگريد |
|
كه مسلمان مردنش باشد اميد |
والتّوصيف للتّأكيد ورفع توهّم ارادة السّبق في صورة الإسلام أو الهجرة أو الاحتشام أو الجنود أو الغزو أو القتال فقط ، وللاشارة الى ارادة السّبق في السّلوك الى الله وفي مراتب عبوديّته فانّه السّبق حقيقة أو السّابقون الاوّلون مبتدء وخبر فيكون من عطف الجملة ، والمعنى انّ السّابقين هم الاوّلون في درجات القرب أو مبتدء خبره من المهاجرين أو رضى الله عنهم فيكون أيضا من عطف الجملة والتّوصيف بالاوّلون لما ذكر (مِنَ الْمُهاجِرِينَ) الّذين هاجروا من مكّة الى المدينة لمحض خدمة الرّسول (ص) أو من مطلق أو أوطانهم إليها (وَالْأَنْصارِ) الّذين نصروه بعد الهجرة ، وقد ورد في الخبر ، انّ المهاجر من هجر السّيّئات ، وفي خبر : لا يقع اسم الهجرة الّا بمعرفة الحجّة ، وعلى هذا فالمراد بالمهاجر من هجر دار نفسه المشركة الى مدينة الرّسول الّتى هي القلب ، ولمّا كان الزّمان منطويا في مكان النّفس والقلب فلا اعتناء بالهجر المكانىّ ولا بسبقه الزّمانىّ فلا يلزم ان يكون كلّ مهاجر صحابىّ بمحض الهجرة المكانيّة وسبقه فيها مهاجرا فضلا عن ان يكون سابقا في الهجرة ، والمراد بالأنصار السّاكنون في مدينة القلب المتوجّهون الى عمران النّفس المطمئنّة واللّوامة المبلّغون النّاشرون احكام نبىّ القلب الى أهل بدو النّفس الامّارة وعمران النّفس المطمئنّة واللّوامة (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) عطف على السّابقون أو على الاوّلون أو على المهاجرين أو مبتدء وخبر والجملة عطف على السّابق والإحسان ضدّ الاساءة قد يعتبر بالنّسبة الى خارج وجود الفاعل فيقال أحسن الى الخلق أو الى زيد وقد يعتبر بالنّسبة الى ماله من الحال والفعل فيحذف المفعول فيقال : أحسن زيدا وهو محسن بمعنى صار في حاله أو فعله ذا حسن والحسن الحقيقىّ قد مرّ مرارا انّه الولاية ، وكلّ حال أو فعل ينسب إليها يكون حسنا وان لم ير ظاهره حسنا ، وكلّ ما لم يكن منسوبا إليها فهو قبيح وان كان ظاهره حسنا ، والمراد بالإحسان هنا هو جعل الحال والفعل متّصلا بالنّبوّة والولاية والمعنى والّذين اتّبعوهم بإسلام وايمان (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) قد مضى كيفيّة رضوان الله ورضا العباد في سورة البقرة في بيان توّابيّته تعالى (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ) خبر مقدّم (مُنافِقُونَ) مبتدء مؤخّر والجملة عطف على جملة من الاعراب من يتّخذ والمعنى من الاعراب من دخل في الإسلام مكرها ويتّخذ ما ينفق (الى الآخر) ومنهم من دخل طوعا لكنّه أخذ الإسلام بهوى النّفس وأشار اليه بقوله ممّن حولكم فانّه يدلّ على انّه يتملّق لكم ويرضى عنكم أو ممّن حولكم مبتدء ومن الاعراب خبره ومنافقون خبر بعد خبر أو مستأنف أو حال بتقدير مبتدء ، أو منافقون خبر ومن الاعراب حال (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ) عطف على ممّن حولكم أو على من الاعراب أو مبتدء وما بعده خبره والجملة عطف على سابقها (مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) تمرّنوا عليه واعتادوه مستأنف أو خبر من أهل المدينة على جواز قيام من التّبعيضيّة مقام الاسم أو حال بتقدير قد (لا تَعْلَمُهُمْ) استيناف أو حال أو خبر وهو اخبار للمؤمنين بحال المنافقين بايّاك