الماضية حاضرة أو على كون إذا للزّمان الماضي وهذا على كون الآية تسلية للرّسول (ص) بتذكّره (ص) حال الأنبياء الماضين ، أو لكلّ أمّة من الأمم الماضية والآتية رسول من الله نبىّ أو خليفته فاذا جاء رسولهم فكّذبوه (قُضِيَ بَيْنَهُمْ) بين الرّسول والامّة أو بين أمّة الرّسول (ص) باهلاك الامّة وإنجاء الرّسول (ص) ، أو إهلاك المكّذبين وإنجاء الرّسول والمصدّقين ، أو إذا جاء رسولهم يحاكم بينهم بالحقّ ولم يهملوا كما كانوا من قبل مجيء الرّسول (ص) (بِالْقِسْطِ) بالعدل (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) باهلاك المستحقّ للنّجاة وإنجاء المستحقّ للهلاك أو بالمحاكمة بينهم بهوى النّفس وأغراضها ، أو المعنى لكلّ أمّة رسول من الأنبياء أو خلفائهم هو شاهد عليهم فاذا جاء رسولهم يوم القيامة للشّهادة عليهم وشهد عليهم قضى بين الامّة بالقسط بإدخال من كان أهلا للجحيم فيها ومن كان أهلا للنّعيم في الجنّة ، وعن الباقر (ع) تفسيرها في الباطن انّ لكلّ قرن من هذه الامّة رسولا من آل محمّد (ص) (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) وعد مجيء الرّسول (ص) في القيامة أو وعد العذاب الّذى كان الرّسول يوعدهم به أو وعد القيامة الّتى كان الرّسول يذكرها لهم استبطأوا الموعود استهزاء (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً) فكيف أملك لغيري اقامة القيامة أو الإتيان بالعذاب (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) استثناء من ضرّا ونفعا أو استثناء منقطع بمعنى لكن ما شاء الله يقع (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) مقول لقوله (ص) أو ابتداء كلام من الله وعلى اىّ تقدير فهو جواب لسؤال مقدّر والمعنى لكلّ أمّة من أمم الرّسل (ع) مدّة لإمهالهم أو وقت معيّن لعذابهم (إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) اى انقضى مدّتهم أو أتى وقت عذابهم بالإهلاك في الدّنيا أو بالعذاب في الآخرة وإذا جاء أجلهم على تضمين التّقدير حتّى لا ينافر مع قوله لا يستقدمون اى إذا قدّر مجيء أجلهم (فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) لا يتأخّرون ولا يتقدّمون على وقت الأجل (قُلْ أَرَأَيْتُمْ) من الرّأى بمعنى الاعتقاد (إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً) يترائى انّ التّقييد بهما تطويل حيث انّه يستفاد من الإتيان لكنّه أطناب مستحسن لانّه تكميل لسابقه ورفع لتوهّم اختصاص العذاب بالإتيان في وقت مخصوص فالمقصود من ذكر الظّرف اطلاق الحكم لا تقييده (ما ذا) اىّ شيء أو ما الّذى (يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ) من العذاب (الْمُجْرِمُونَ) وضع الظّاهر موضع المضمر اشعارا بعلّة التّهويل والإنكار وتفضيحا لهم بذمّ آخر والاستفهام الاوّل على حقيقته للاستخبار بحسب أصل المعنى والّا فهو مع الفعل بمعنى أخبروني والاستفهام الثّانى للإنكار والتّهويل متعلّق بأرايتم والفعل معلّق بسبب الاستفهام والمعنى أخبروني بجواب هذا السّؤال وجملة الشّرط محذوفة الجواب معترضة بينهما وهذا انكار لاستعجالهم العذاب المستفاد من قولهم : متى هذا الوعد؟ (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ) الاستفهام مع العاطف على التّقديم والتّأخير والاستفهام للتّقرير والإتيان بثمّ للتّفاوت بين الاستفهامين فانّ الاوّل للإنكار والثّانى للحمل على الإقرار والمعنى اثمّ إذا ما وقع العذاب حين ظهور القائم (ع) في الكبير أو الصّغير أو حين الموت أو حين بأس علىّ (ع) بعد محمّد (ص) وقد أشير الى الكلّ في الاخبار (آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ) تؤمنون بتقدير القول الى يقال : آلآن جملة مستأنفة أو مقولا لهم آلآن مفردا حالا (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) استهزاء لعدم اعتقادكم به (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) العذاب