هر لحظة بشكلي بت عيار بر آمد دل برد ونهان شد |
|
هر دم بلباس دگران يار بر آمد گه پير وجوان شد |
الى آخر ما قاله المولوىّ من هذا القبيل ، فانّ الكلّ اثبتوا الكثرات ثمّ ذكروا تحقّقها بحقيقة الوجود لا بمقام الوجوب والّا لزم التّناقض في كلامهم وتلك الحقيقة من حيث هي منزّهة عن جملة الكثرات وتمام القيود والاعتبارات حتّى اعتبار الإطلاق وقيد اللّابشرطيّة ، ولذا صارت مقسما لجملة المقيّدات والمطلّقات لا كمقسميّة المفاهيم العامّة ولا كمقسميّة الأجناس والأنواع بل مقسميّته فوق ما ندركه مجهولة الكنه كنفس تلك الحقيقة ، فاذا اعتبرت بشرط لا كانت مقام الوجوب ، وإذا اعتبرت مطلقة مقيّدة بالإطلاق كانت مقام الفعل ومرتبة المشيّة والصّراط المستقيم بين الخلق والحقّ ، وإذا أخذت بشرط شيء كانت ممكنة ومخلوقة بمراتبها المتكثّرة ، فالحقيقة في الواجب وجود وفي مقام الفعل وجود وفي مقام الممكن وجود ولا يلزم من ذلك تشبيه ولا تشريك ، لانّ المخلوقيّة في الحقيقة راجعة الى المهيّات الّتى ما شمّت رائحة الوجود أبدا ووجود المخلوق هو خالقيّته تعالى وفعله الّذى هو إضافته الى الأشياء ولا حكم له على حياله بل هو باعتبار المهيّات محكوم عليه بالمخلوقيّة وباعتبار الفاعل بالوجوب فهو في الخارجيّات كالمعنى الحرفىّ في الذّهنيّات وهو ليس ايّاه وليس غيره بل هو هو بوجه وغيره بوجه ، فمن نظر الى وجود الممكنات من حيث تحدّدها وتعيّنها بالمهيّات فهو ناظر الى المصنوع مردود ملعون عن الله ، ومن نظر اليه من حيث انّه فعل الرّبّ وصنعه فهو مرحوم مكرم :
عاشق صنع خدا با فرّ بود |
|
عاشق مصنوع أو كافر بود |
ناظر الى ما ذكرنا والاشكال بانّ الرّضا بالقضاء واجب والرّضا بالكفر كفر مع انّ الكفر من القضاء مشهود ، مدفوع بما ذكر ، إذا تقرّر هذا فعلم ، انّ ناصية كلّ شيء ما به اوّل ظهوره وما به توجّهه الى ما يتوجّه اليه وهي في كلّ الممكنات جهة وجودها الّتى بها ظهورها وتحقّقها وبها توجّهها الى أصلها الّذى هو حقيقة الوجود والوجودات الامكانيّة اظلال الوجود المطلق الّذى هو ظلّ الحقّ تعالى ، والاظلال الوجوديّة كلّها محاطة مقهورة مسخّرة تحت الوجود المطلق ، والحقّ الاوّل تعالى شأنه محيط بفعله آخذ له قاهر عليه والوجود المطلق هو الصّراط المستقيم فقوله : (ما مِنْ دَابَّةٍ) اشارة الى جملة الممكنات بذكر أشرفها الّا هو اشارة الى مقام الوجوب آخذ اشارة الى الوجود المطلق بناصيتها اشارة الى الوجودات الامكانيّة ولذا علّله بقوله (إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) لانّه محيط بالوجود المطلق الّذى هو محيط بالوجودات الامكانيّة وباعتبار كثرة العوالم في العالم الكبير والعالم الصّغير تتكثّر مصاديق الآية الشّريفة ومظاهر مصداقها الحقيقي (فَإِنْ تَوَلَّوْا) اى تتولّوا (فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ) من الإنذار بالعذاب الدّائم والعذاب الدّنيوىّ ونصحت لكم وأتممت الحجّة عليكم (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي) بعد إهلاككم بالعذاب المنذر به (قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً) بتولّيكم وهلاككم بالعذاب فانّه يستخلف أمثالكم فلا ينقص في ملكه ولا في خلقه بهلاككم (إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) فيحفظ نوع الإنسان وجملة خلقه باستخلاف أمثال الموجودين من بعد هلاكهم (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) باهلاك القوم (نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) عليهم لاستحقاقهم الرّحمة بايمانهم (وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) من قبيل عطف التّفصيل على الإجمال والفائدة تأكيد الإنجاء ولذا كرّر نجّينا والتّصريح بما نجوا منه تهويلا لعذابهم لتهديد السّامعين ويمكن ان يراد بالثّانى الإنجاء من عذاب الآخرة (وَتِلْكَ عادٌ