جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) بكفرانهم بهود (ع) ومعجزاته فكأنّهم جحدوا جميع الآيات وقد مرّ مرارا ان أمثال هذه تعريض بامّة محمّد (ص) وجحودهم بعلىّ (ع) وكفرهم به (وَعَصَوْا رُسُلَهُ) بعصيان هود (ع) فانّ من أنكر واحدا أنكر الجميع أو بعصيان رسل زمانهم وبلادهم (وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) لانّهم إذا اتّبعوا امر جبّار من الجبابرة والكلّ سنخ واحد فاتّبعوا امر كلّ جبّار أو باتّباع امر جبابرة بلادهم أو الإتيان بصيغة الجمع للاشارة الى جحود آيات العالم الصّغير وعصيان رسل ذلك العالم واتّباع كلّ جبّار فيه وهو تعريض بامّة محمّد (ص) كأنّه قال فلا تجحدوا يا أمّة محمّد (ص) بآيات ربّكم وخلفائه ولا تعصوا رسوله في مخالفة قوله في علىّ (ع) ولا تتّبعوا امر الجبّار الّذى يتجبّر على علىّ (ع) ويعانده (وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ) المضاف الّذى هو هود (ع) ثمّ بربّهم المطلق فلا تكفروا أنتم بعلىّ (ع) فيقال بعدا لكم كما يقال (أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ) وتكرير ألا وعادا والإبدال منه بقوم هود (ع) لكون المقام مقام السّخط والتّهديد والتّكرير والتّغليظ والتّطويل مطلوب في ذلك المقام (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها) استبقاكم أو أعطاكم وعلّمكم ما به تعمرون البلاد (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا) للخير لما رأينا عليك من الصّلاح والعقل والكفاية (قَبْلَ هذا) الزّمان الّذى أظهرت فيه ما ننكره وما لم نعرفه قبل ذلك من غيرك (أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) الهمزة للتّعجّب (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) صفة شكّ من قبيل ظلّ ظليل سواء كان بمعنى موقع في الشّكّ أو بمعنى ذي ريبة (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي) ان اتّبعتمونى فيكون بمنزلة قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) وأبلغ منه (لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) برجوعى اليه كما سألتمونيه (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) إيقاع الخسران علىّ أو نسبتي الى الخسران (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) أجمل قصّته اتّكالا على سائر ما ورد في الكتاب من حكايته (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) عاجل (فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ) تعيّشوا في منازلكم أو بلدكم (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) وعيد بالعذاب والإهلاك بعد الثّلاثة (ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) باهلاكهم (نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) عطف على محذوف اى نجّيناهم من ذلك العذاب ومن مسيس الخزي منه أيضا في يوم ذلك العذاب أو في يوم القيامة (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُ) يقوى على عذاب جمع وإنجاء جمع منهم (الْعَزِيزُ) غالب لا مانع له من مراده (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) ميّتين (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها) يقيموا بها (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) قد مرّ مرارا انّ أمثال هذه تعريض بامّة محمّد (ص) (وَلَقَدْ جاءَتْ