والشّيطان في الصّغير ، فمن أكل ولبس ونكح وجمع المال بحكومة الخيال فهو آكل السّحت ، (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) ، اشارة اليه ، وقد أمروا ان يكفروا بحكومته الخيال ويرجعوا الى كتاب القلب ورسول العقل ؛ وعلىّ الرّوح ، فمن رجع الى حكومة علىّ الرّوح الجارية على لسان رسول العقل الثّابتة في كتاب القلب فكلّ ما فعل فهو حلال وان كان يرى صورته خلافا ، وكلّ ما فعل بحكومة الخيال فهو حرام وان كان يرى صورته وفاقا ، فالصّوم والصّلوة والحجّ والجهاد من اتباع الشّيطان سحت وعصيان ، والنّوم والنّكاح والاكل والمزاح من اتباع علىّ (ع) طاعة وإحسان. ونعم ما قال المولوىّ قدسسره :
مشورت با نفس خود گر ميكنى |
|
هر چه گويد كن خلاف آن دنى |
گر نماز وروزه مى فرمايدت |
|
نفس مكّار است مكري زايدت |
وقوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ) عليه ، اشارة الى هذا ، وقد قال المولوىّ روّح الله روحه :
هر چه گيرد علّتى علّت شود |
|
كفر گيرد كاملى ملّت شود |
از سموم نفس چون با علّتى |
|
هر چه گيرى تو مرض را آلتى |
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ) يعنى انّا أريناك القضايا الآتية والمنازعات المستقبلة ممّا سيقع بين علىّ (ع) وأصحابه وبين المنافقين وأحزابهم من المحاجّات والمنازعات ومن دعائهم الى كتاب الله والى ما قلت في حقّه فكلّما قيل لهم تعالوا نجعل الكتاب وسنّة الرّسول حكما (رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) صدّ عنه صدودا بمعنى اعرض وصدّ عنه صدّا بمعنى منع ، والمقصود انّهم يعرضون عن علىّ (ع) وأتى به خطابا لمحمّد (ص) امّا تعريضا بعلىّ (ع) أو للاشارة الى انّ الصدّ عن علىّ (ع) صدّ عنه لانّه ظهوره بعده وبمنزلة نفسه كما دلّ عليه آية أنفسنا ، وفي الخبر اليه اشارة (فَكَيْفَ) حالك معهم (إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) عقوبة من الله (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ) للاعتذار كذبا (يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً) بك وبامّتك (وَتَوْفِيقاً) بينهم (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ) من النّفاق ويستر عليهم (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) اى عن تفضيحهم ولا تعاقبهم ودارهم فانّ في مداراتهم مصلحة كلّيّة لنظام الكلّ (وَعِظْهُمْ) إتماما للحجّة وتقليلا لاظهارهم نفاقهم (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ) في شأن علىّ (ع) فانّه نفسيّة كلّ ذي نفس أو في الخلوة أو في شأن أنفسهم (قَوْلاً بَلِيغاً) يؤثّر فيهم ويمنعهم من إظهار نفاقهم حتّى لا يوافقهم كثير من أمّتك فانّ أكثرهم بسبب قتل علىّ (ع) منهم أقاربهم يعادونه وإذا رأوا من يعانده وينافقه يوافقونه ، والمداراة مع هؤلاء المنافقين وموعظتهم وتخويفهم بحيث لا يجترءون على إظهار نفاقهم مع غيرهم أصلح لحفظ أمّتك عن النّفاق (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ) عطف على قوله : (إِذا قِيلَ لَهُمْ) ، وتنبيه على غاية شقاوتهم في الآباء عن الرّجوع اليه (ص) (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بالمعاهدة على معاندة علىّ (ع) والاتّفاق على غصب حقّه تابوا وندموا و (جاؤُكَ) يعنى جاؤا عليّا (ع) تعريضا أو لانّه مظهره (فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) مخلصين عند علىّ (ع) (وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) اى نفس الرّسول (ص) وهو علىّ (ع)