النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ) على ايمانهم (بِمُؤْمِنِينَ) استدراك بمنزلة ولكنّ ما أكثر النّاس مع ظهور أمثال تلك الآيات والاخبار المغيّبة من مثلك الامّىّ بمؤمنين بك وبرسالتك ولو حرصت على ايمانهم وبالغت فيه (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ) اى على التّبليغ أو على الاخبار بانباء الغيب أو على القرآن (مِنْ أَجْرٍ) حتّى يكون ذلك مانعا من ايمانهم (إِنْ هُوَ) اى التّبليغ أو الاخبار بتلك الأنباء أو القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) في سماوات العالم الكبير والعالم الصّغير وكذا في اراضيهما (يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) فلا غروفى اعراضهم عمّا ظهر منك من الآيات وهو تسلية له (ص) (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ) اى ما يذعن أو ما يؤمن بالايمان العامّ أو بالايمان الخاصّ (إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) في الوجوب أو في الآلهة أو في العبادة أو في الطّاعة أو في الولاية واقلّه في الوجود والشّهود (أَفَأَمِنُوا) اى الّذين أنكروا رسالتك أو الّذين آمنوا مع الإشراك تهديد لهم حتّى يخلصوا التّوحيد ويستوجبوا المزيد (أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) عقوبة تغشاهم (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) ساعة القيامة الصّغرى أو الكبرى أو ظهور القائم عجّل الله فرجه (بَغْتَةً) من غير ظهور علامة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) حتّى يستعدّوا ويتهيّئوا لها (قُلْ هذِهِ) الدّعوة الى التّوحيد والخلاص من الشّرك وتأسيس قانون المعاش بحيث يؤدّى الى حسن المعاد (سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ) تفسير لهذه سبيلي مع زيادة سواء جعلت بدلا من هذه سبيلي أو مستأنفة جوابا لسؤال مقدّر أو حالا عن سبيلي بتقدير عائد لها (عَلى بَصِيرَةٍ) بصحّة دعوتي لكون دعوتي عن اذن صريح من الله بلا واسطة بخلاف طريقة غيري من الدّاعين الى الباطل فانّهم لا بصيرة لهم بدعوتهم وصحّتها لعدم كونها بإذن صريح من الله بلا واسطة أو بواسطة أو على بصيرة بالمدعوّ اليه لكونه مشهودا لي صحّته معاينا حقّيّته بخلاف غيري من الدّاعين لعدم علمهم بصحّة المدعوّ اليه وحقّيّته فضلا عن معاينتهم ايّاه أو على بصيرة بالدّعوة والمدعوّ اليه كليهما (أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) من الدّاعين بإذني بلا واسطة أو بواسطة فانّهم أيضا على شهود بصحّة الدّعوة والمدعوّ اليه أو على يقين ان لم يكن شهود فمن لم يكن دعوته بإذن من الله أو ممّن اذن الله ولم يكن على يقين بالمدعوّ اليه لم يكن من اتباعه ولا على سبيله ، ولمّا كان قوله (هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) مشعرا بالاشراك في الوجود لانّه اثبت انانيّة لنفسه وسبيلا ودعوة واتّباعا قال (وَسُبْحانَ اللهِ) اى اسبّح الله عن الإشراك فانّ إثبات الكثرة بحسب مراتب الوجود توسعة للوحدة وتأكيد لها لا انّها منافية لها ولذلك قال (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) في الوجود فيما اثبّته (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً) ردّ لانكارهم الرّسالة من البشر (نُوحِي إِلَيْهِمْ) ونميّزهم عن غيرهم بمحض الوحي وأنت مثل سائر الرّسل (ع) أتى بالمستقبل إحضارا للحال الماضية واشعارا بتكرر الوحي وتجدّده على الرّسل (ع) (مِنْ أَهْلِ الْقُرى) يعنى من الاناسىّ المتوطّنين في الأرض لا من الاملاك المتنزّلة من السّماء المتمثّلة بصور الرّجال أو لا من أهل البدو فانّ البدوىّ لا يستعدّ للرّسالة وقبول الوحي (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ارض العالم الكبير أو الصّغير أو ارض القرآن أو ارض احكام الشّريعة أو ارض السّير والاخبار الماضية (فَيَنْظُرُوا