الأنواع وفي لسان الشّرع بالصّافّات صفّا ، وعلى ملك أعظم من جميع الملائكة وله بعدد كلّ إنسان وجه وهو ربّ نوع الإنسان وله الرّياسة والاحاطة على جميع الأنواع وأربابها وهو مع كلّ افراد الإنسان وليسوا معه ، وما ورد في بيان الرّوح انّها ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع محمّد (ص) ثمّ مع الائمّة (ع) اشارة الى هذا المعنى ومعنى كونه مع محمّد (ص) دون سائر الأنبياء انّ معيّته مع محمّد (ص) كان بمعيّة محمّد (ص) معه والّا فهو مع كلّ افراد الإنسان بل مع كلّ ذرّات العالم (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) اشارة الى تلك ، فانّ الرّوح المنفوخة في آدم (ع) ظلّ تلك الرّوح ، ولمّا كانت الرّوح المسؤل عنها امرا مجرّدا معقولا لا يدركه الّا ذوو العقول وكان السّائلون أهل الحسّ لا يتجاوز ادراكهم المحسوسات امره (ص) بالإجمال في الجواب فقال (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) اى ناشئة من امر ربّى من غير سبق استعداد مادّة حتّى تكون محسوسة فتدركونها بالحواسّ الظّاهرة أو الباطنة أو من عالم امره ولا يصل ادراككم اليه ولذلك قال (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) منكم أو قليلا من العلم وهو العلم بالمحسوس من آثارها وليس لكم علم عالم الأمر ولفظة ما نافية أو استفهاميّة إنكاريّة (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) اى بالقرآن أو بالاحكام النّبويّة أو بالرّوح الّتى أو حيناها إليك أو بالعلم الّذى آتيناك (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ) بالّذى أوحينا أو بالاذهاب (عَلَيْنا وَكِيلاً) تلك اليه أمرك فيتسلّط علينا ويستردّ ما ذهبنا به (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) استثناء منقطع اى لكن رحمة من ربّك تبقيها أو تستردّها (إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) قد سبق التّحدّى بأمثال هذه الآية وبيانه (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) كرّرنا في ألفاظ مختلفة وعبارات متوافقة ومتخالفة (لِلنَّاسِ) لانتفاعهم وتذكّرهم (فِي هذَا الْقُرْآنِ) جملة القرآن أو قرآن ولاية علىّ (ع) كما أشير اليه في الخبر (مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) اى من كلّ حكاية وقصّة من حكايات الأخيار والأشرار الّتى صارت أمثالا واسمارا يعنى كرّرنا شيئا من تلك الحكايات في عبارات مختلفة مثل ذكر حكاية موسى (ع) مع فرعون ومع قومه ومع خضر (ع) فمفعول صرّفنا محذوف ، ولفظة من في من كلّ مثل للتّبعيض فانّ المذكور في القرآن ليس الّا بعضا من كلّ حكاية اجمالا ، ولفظة كلّ للمبالغة فانّ المذكور ليس من كلّ الحكايات والأمثال (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ) من الاعتبار بها والاستدلال بها على آلهتنا أو على صدق نبوّتك أو على صدقك في ولاية علىّ (ع) (إِلَّا كُفُوراً) بالله أو بنبوّتك أو بولاية علىّ (ع) وفي الخبر انّما نزل جبرئيل (ع) فأبى أكثر النّاس بولاية علىّ (ع) الّا كفورا (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً) عينا (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ) في توعيدك ايّانا (عَلَيْنا كِسَفاً) قطعا متكاسفة محسوسة جمع الكسفة بالكسر بمعنى القطعة (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) القبيل بمعنى العيان والمقابل والكفيل والجماعة من الثّلاثة فما فوق ، والعرّيف الّذى يعرف ما يرى والكلّ مناسب هاهنا (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) من ذهب (أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ) وحده (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) فيه تصديق نبوّتك وتصديق توحيد الله وكلّ تلك الاسئلة انّما كانت لعناد