واستدراجا ، وجمع الخزائن للاشعار بانّ له خزائن عديدة في مراتب العالم (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ) عن الإنفاق والإيصال الى المستحقّ (خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) خشية النّفاد بالإنفاق لانّكم ما خرجتم عن بشريّتكم والبشر في جبلّته حبّ المال وخشية نفاده (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) عطف للتّعليل اى في جبلّته البخل ولذلك أتى بكان فانّه يدلّ على كون الوصف سجيّته سواء جعل قتورا مبالغة أو صفة مشبهة ، والمقصود التّعريض بمدّعى الخلافة وبانّهم غير مستحقّين للولاية والخلافة لعدم خروجهم من البشريّة (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) تسلية للنّبىّ (ص) وتعريض بمقترحى الآيات يعنى من كان في جبليّته العناد واللّجاج لا ينفع فيه الآيات كما انّ فرعون شاهد من موسى (ع) تسع آيات بيّنات وزاد لجاجه وعناده وقد ورد الاخبار بالاختلاف في تعيين التّسع ففي بعضها عدّ رفع الطّور والمنّ والسّلوى منها ، وفي بعضها لم يعدّ ، والظّاهر انّ المراد بالآيات التّسع كما في الخبر عن الصّادق (ع) الجراد والقمّل والضّفادع والدّم والطّوفان والبحر والحجر والعصا واليد البيضاء (فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ) يعنى ان كنت في شكّ على طريق ايّاك اعنى واسمعي يا جارة فاسئل بنى إسرائيل عن موسى (ع) وآياته (إِذْ جاءَهُمْ) إذ اسم خالص مفعول اسئل أو ظرف لآتينا وقوله فاسئل اعتراض (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ) بعد ظهور آياته عنادا (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) مجنونا (قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ) أسباب بصيرة أطلق البصائر عليها مبالغة (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ) لا علمك ادّى بالظّنّ مشاكلة لقوله ، أو كان ظانّا لم يعلمه الله بعده عن الخير أو هلاكته إكمالا لدعوته (يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) مصروفا عن الخير أو هالكا (فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ) يخرجهم أو يستأصلهم (مِنَ الْأَرْضِ) ارض مصر أو مطلق الأرض بالاستيصال (فَأَغْرَقْناهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً) يعنى أخرجناه من الأرض عكس مراده (وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ) الّتى أراد فرعون ان يستفزّكم منها (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) وعد دار الآخرة (جِئْنا بِكُمْ) يعنى بنى إسرائيل وقوم فرعون أو الخطاب لبني إسرائيل فقط (لَفِيفاً) مختلطين ، والمحقّين والمبطلين من بنى إسرائيل وقوم فرعون ، أو داني الدّرجة ومرتفعيها (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ) بسبب الحقّ أو بالغاية الحقّة أو متلبّسا بالحقّ ، والضّمير لمطلق القرآن أو لقرآن الولاية (وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً وَقُرْآناً) اى امرا مجتمعا مجملا عظيما (فَرَقْناهُ) فصّلناه في صورة الحروف والألفاظ ونزّلناه نجوما (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) فانّه أقرب الى القبول والحفظ (وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) عن مقام جمعه الّذى هو المشيّة والولاية الى الأقلام اجمالا ثمّ الى الألواح ثمّ الى الأكوان في صور الموجودات الكونيّة ، وفي صور الحروف والأصوات والنّفوس والكتابات ، ويجوز ان يراد بالقرآن الأمر بالولاية مخصوصا وان يراد بتفريقه تنزيله اشارة مثل (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) ، (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) ، وتصريحا مثل (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) في علىّ (ع) (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا) يعنى سواء ايمانكم وعدم ايمانكم عندي وعند الله وانّما يعود نفعه إليكم (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ) اى من قبل القرآن مثل أهل الكتاب الّذين علموا بعثتى وصدق كتابي من كتبهم قبل ظهوري أو من قبل القرآن الّذى في ولاية علىّ (ع) كالّذين تيقّنوا عظمة شأن علىّ (ع) من أمّة محمّد (ص) وهو في موضع تعليل للتّسوية يعنى انّ الحكمة في نزول القرآن ، الدّعوة والحكمة