على الكثرات ، أو ادعوا الّذات بعنوان أوصافه الجلاليّة أو بعنوان أوصافه الجماليّة فانّ الله وان كان امام الأسماء تماما لكنّه باعتبار انطواء الكثرات المعتبر فيه ادلّ على أوصاف الجلال ، والرّحمن امام أوصاف الجمال ، ومعنى الآية تأويلا ادعوا مظهر اسم الله أو مظهر اسم الرّحمن لا فرق بينهما في جميع مراتبهما ، وادعوا الولىّ (ع) أو النّبىّ (ص) وادعوا في مقام الجذب أو في مقام السّلوك (أَيًّا ما تَدْعُوا) يؤدّبكم اليه لانّ أسماء الوجود وعنوانات الحقّ ومظاهر النّور لا شركة لغيره فيها (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) لا لغيره بخلاف الأسماء السّوءى الّتى هي أسماء العدم وعنوانات الحدود والتّعيّنات ومظاهر الشّرور والظّلمات فانّها لغيره لا له ، والله والرّحمن ومظاهرهما من الأسماء الحسنى (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ) لا تتجاوز في إعلان الصّوت عن المعتاد حين التّخاطب مع الأحباب بحيث تسمع من بعد عنك (وَلا تُخافِتْ بِها) بحيث لا تسمع نفسك ، كذا فسّرا في أخبارنا (وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) متوسّطا يعنى اقرء قراءة تسمعها نفسك ومن قرب منك ولا تسمعها من بعد عنك فانّ السّمع له حقّ في الصّلوة وهو سماع أذكاره وسنّة الأحباب عدم الجهر بالخطاب ، ولمّا كان الصّلوة الحقيقيّة هي الولاية والنّبوّة قالبها والرّسالة قالب النّبوّة ، وقبول الولاية والرّسالة من القوالب ، وصورة الصّلوة القالبيّة والقلبيّة أيضا من القوالب صحّ تفسير الصّلوة بكلّ منها ، وصحّ جعل الخطاب عامّا وخاصّا بمحمّد (ص) ، وصحّ تفسير الإجهار والإخفات بما يناسب كلّا منها ، وقد أشير الى التّعميم في بعض الاخبار (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ) بعد امره بالتّوسّط في الأقوال أو الأفعال امره بالتّوسّط في توصيفه تعالى بالجمع بين التّشبيه والتّنزيه قولا واعتقادا وشهودا فأمره تعالى بالحمد اى ملاحظة ظهوره تعالى في كلّ شيء وفيء مع تنزيهه عن أصول النّقائص ، وهي كون الثّانى له سواء كان تحت يده أو مقابلا له أو مستعليا عليه محتاجا اليه وكان هو عاجزا فانّ الّذلّ ينشأ من العجز عن دفع الضّرّ أو جلب النّفع ، ولمّا كان ذلك موهما لتوصيفه ومعرفته امره ثانيا بتكبيرة عن التّوصيف والمعرفة فقال (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) عن كلّ ما يوهم النّقص أو التّوصيف ، ولذلك ورد في جواب من قال : الله أكبر من كلّ شيء عن الصّادق (ع) : وكان ثمّة شيء فيكون أكبر منه؟! فقيل : وما هو؟ ـ قال : أكبر من ان يوصف.