عرضا وإيجاده من العدم كما ذلك في حكم المعلوم بضرورة العقل مثل المشاهدات من السحاب والمطر والأشجار وغير ذلك.
وقال «بعض صفوة الشيعة وبعض المعتزلة» كالشيخ أبي هاشم وأبي عبد الله وقاضي القضاة وغيرهم : «بل يجب ثبوتها» أي ثبوت ذوات ذلك المعلوم والمقدور في العدم.
قالوا : «ليصح تعلق العلم والقدرة بها» أي بالذوات المعدومة «إذ لو لم تكن ثابتة» في العدم «لم يكن الله عالما ولا قادرا» لاستحالة تعلق العلم والقدرة بزعمهم بالمعدوم.
«قلنا :» قولكم ذلك «يستلزم الحاجةعلى الله سبحانه وتعالى» إلى ثبوت ذلك في الأزل ليصح علمه وقدرته عليها «وقد مر بطلانها» أي الحاجة على الله سبحانه إذ هو الغني عن كل شيء «فلزم بطلان ما يستلزمها» وهو ثبوت الذوات في العدم «ولا فرق أيضا بين الثبوت والوجود في اللغة العربية» علم ذلك بالاستقراء وتناقض قول القائل : ثبت ولم يوجد ، أو وجد ولم يثبت «فلو كان لفظ ثابت يطلق عليها في الأزل حقيقة كما زعموا لكان لفظ موجود كذلك» أي يطلق عليها في الأزل أي في العدم «ولكانت» حينئذ «لا أول لوجودها» كما زعموا أنه لا أول لثبوتها «وبطلان ذلك متفق عليه» منا ومنكم إلّا من أنكر حدوث العالم ، «وأيضا» فإنا نقول إن «علم الله متعلق بصفة ما سيكون الوجودية» أي الصفة الوجودية لأن الله تعالى يعلم صفات المعدوم كما يعلم ذاته (١) وهذا لا يمكن دفعه ، وقد زعمتم أنه يستحيل تعلق علم الله سبحانه بالمعدوم.
«فلو كان» تعلق علم الله تعالى بالمعدوم «يوجب الثبوت لزم أن يكون ما سيكون» من الذوات المعدومة «موجودا في الأزل لثبوت صفته الوجودية لصحة تعلق العلم بها كالذوات» سواء فكما أن تعلق العلم بالذّات يوجب ثبوتها بزعمكم في العدم كذلك تعلق العلم بصفة الذات «لعدم الفرق» بين الذات وصفتها في ذلك «وذلك معلوم البطلان عند الجميع».
__________________
(١) أي كما يعلم ذات المعدوم تمت.