«قلنا» يعني في الرد على النجارية : «يلزم توطين النفس» الذي في شرح عقائد النسفي أن النجارية يقولون : هو مريد بذاته حيث قال ، والإرادة صفة لله تعالى أزلية قائمة بذاته تقتضي تخصيص المكونات بوجه دون وجه وفي وقت دون وقت لا كما زعمت الفلاسفة من أنه موجب بالذات لا فاعل بالإرادة والاختيار.
ولا كما زعمت النجارية من أنه مريد بذاته لا بصفته انتهى.
وحينئذ يكون الفرق بين قول النجارية والأشعرية :
أن الأشعرية قالوا : مريد لذاته ، والنجارية قالوا : مريد بذاته.
فإن كانت اللّام والباء للتعليل فهما (١) كقول أبي علي وأبي هاشم في صفات الله تعالى أنها مقتضاة عن الذات أو عن الصفة الأخص وقد مرّ إبطال ذلك والله سبحانه أعلم.
وفي بعض النسخ زيادة وهي وأن تكون ذاته مختلفة لأن إرادته الصيام في رمضان خلاف إرادته تركه يوم الفطر لأن التخالف لا يكون إلّا بين شيئين فصاعدا. إلى هنا تمام الزائد وهو مبنيّ على نسخة متقدمة كانت في الأساس في الرواية عن النجارية وهي : «النجارية : بل ذاته» والله أعلم.
وقال «هشام بن الحكم ومتابعوه من الرافضة : بل» إرادته تعالى هي «حركة لا هي الله ولا هي غيره».
قال النجري : يحتمل أن يريدوا الحركة على حقيقتها بناء على التجسيم وأن يريدوا بها صفة المريديّة التي أثبتها المعتزلة فيكون الخطأ في العبارة فقط.
«قلنا : لا واسطة» في هذه القسمة التي زعموها «إلّا العدم» فإذا لم تكن حركة الله تعالى عن ذلك ولا حركة غيره ، وقد زعموا أنها حركة فهي عدم محض.
وقال «الحضرمي» وعلي بن ميثم ومن تبعهما : «بل» إرادته تعالى «حركة في غيره» تعالى.
__________________
(١) (ض) فالقولان بدل فهما.