وِزْرَ أُخْرى) (١) وغير ذلك من الآيات.
وأما ما رووه من الخبرين فلا يصحّان لمصادمتهما دليل العقل والسمع وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «سيكذب عليّ كما كذب على الأنبياء من قبلي ، فما أتاكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو منيّ وأنا قلته ، وما لم يوافقه فليس منيّ ولم أقله» أو كما قال ولو سلّمنا صحة الخبرين فالمراد بالأطفال البالغون إذ قد تسمّي العرب البالغ طفلا قال الشاعر :
عرضت لعامر والخيل تردي |
|
بأطفال الحروب مشمّرات |
وقال :
وأسرع في الفواحش كلّ طفل |
|
يجرّ المخزيات ولا يبالي |
وكذلك الموءودة تحمل على البالغة.
ويعارض ما رووه ، بما رواه أنس بن مالك عن النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه سئل عن أولاد المشركين؟
فقال : «هم خدم أهل الجنة».
وأما دفنهم في مقابر الكفار وسبيهم واستخدامهم فهذه تكاليف للمؤمنين يثيبهم الله تعالى على إجرائها.
وما كان فيه مضرّة على الأطفال فهو امتحان جار مجرى الأمراض والموت فلا وجه لما ذكروه.
ويحتمل أن يراد (٢) بالخبر الموءودة أي الموءودة لها وهي الأم الرّاضية بوأد ابنتها والله أعلم.
واعلم : أن للمجبرة شبها عقليّة وسمعيّة قد استوفيناها في الشرح وأوضحنا بطلانها فليطالع.
__________________
(١) الأنعام (١٦٤).
(٢) (ض) أن يكون المراد.