«قالوا :» أي المجبرة «قال الله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ...) الآية (١)؟
«قلنا» ليس كما توهمتم بل : «اللّام فيه للعاقبة» أي تسمّى لام العاقبة أي المئال أي ما يؤول إليه كثير من الجن والإنس «كقوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٢) أي ليكون مآل أمر موسى عليهالسلام عدوّا وحزنا لهم.
إذ المعلوم أنهم لم يلتقطوه لغرض العداوة والحزن وإنما التقطوه لغرض التّبنّي والنّفع لهم ، وذلك كقول الشاعر :
لدوا للموت وابنوا للخراب |
|
فكلّكم يصير إلى ذهاب |
وقال الزمخشري : هذه اللّام للتعليل كقولك : جئتك لتكرمني سواء سواء ولكن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز دون الحقيقة لأنه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوّا وحزنا ولكن المحبّة والتّبنّي غير أن ذلك لمّا كان نتيجة التقاطهم له وثمرته شبّه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله.
قال وتحريره : أن هذه اللّام حكمها حكم الأسد حيث استعيرت لما يشبه التّعليل كما يستعار (٣) الأسد لمن يشبه الأسد.
قلت : وهذا قول جيد وفيه معنى التّمليح كما يقال للبخيل : ما أكرمك وقال القاسم عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ ..) الآية المراد هو الذّرء الثّاني فتكون اللّام على أصلها.
ومثله كلام الهادي عليهالسلام والله أعلم.
قالت «العدلية : وخلق الله غير المكلف» أما الجمادات من النّاميات وغيرها فإنه خلقها جل وعلا «لنفع الحيوان» من بني آدم وغيرهم «مجرّدا»
__________________
(١) الأعراف (١٧٩).
(٢) القصص (٨).
(٣) (ض) كاستعارة الأسد.