وقوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها ..) (١) الآية. «وهم» أي الإباحية والصوفية «يتأوّلون هذه الآيات» المتقدم ذكرها «على ما يحبون ويطابق هواهم ، وإن كان الكلام لا يحتمله» أي لا يحتمل التأويل «لأنهم باطنية» فهم «لا يتقلدون بشيء من الشرائع» التي أمر الله بها ونهى عنها ، فهم في الحقيقة من فرق الملحدين «نحو تأولهم قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا نكاح إلّا بوليّ وشاهدي عدل» «بأن الوليّ الذّكر وشاهدي العدل الخصيتان على ما هو مقرر في كتبهم».
هكذا رواه الإمام عليهالسلام عنهم.
وقولهم : إن ثعبان موسى عبارة عن حجته ، وإحياء الموتى عبارة عن العلم ، ونبع الماء من بين أنامل النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم إشارة إلى كثرة علمه ، وأنّ الخيانة إظهار العلم إلى غير أهله وغير ذلك.
«وذلك» منهم تصميم على الإلحاد «وردّ» لما علم من الدين ضرورة فهو تكذيب لله ولرسوله.
قال «المسلمون : وما حيز من مباح» أي ما حازه أحد من مباح كالماء والحطب والصيد والأرض البيضاء التي لا ملك فيها لأحد «أو» حيز بتكسب مشروع» أي بإذن الشارع «نحو الشراء» والاتّهاب والإجارة ونحو ذلك «فهو ملك من حازه» ولا يجوز لغيره تناوله إلّا برضاه.
وقالت «المطرفية» وهم فرقة من الزيدية منسوبون إلى مطرّف بن شهاب كان في وقت الصليحي (علي بن محمد): «لا ملك لعاص» فما حازه العاصي وقبضه فهو مغتصب له لأنّ الله لم يأذن له في تناول شيء من رزقه.
«لنا» عليهم «الآيات» القرآنية وهي كثيرة «نحو قوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ) الآية(٢).
وقوله تعالى : (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ ..) الآية (٣).
__________________
(١) النساء (٩٣).
(٢) النحل (٥٦).
(٣) الأنعام (١٤٠).