الجنة في بعض خطبه بصفّين ما لفظه :
(ولكن الله جعل حقّه على العباد أن يطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثواب تفضّلا منه وتوسّعا بما هو من المزيد أهله).
وقوله عليهالسلام : (فو الله لو حننتم حنين الولّه العجال ودعوتم بهديل الحمام وجأرتم جؤار متبتّلي الرّهبان وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده ، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه وحفظها رسله لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه وأخاف عليكم من عقابه ، وتالله لو انماثت قلوبكم انمياثا وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة دما ، ثم عمّرتم في الدنيا ما الدنيا باقية ما جزت أعمالكم ، ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام وهداه إيّاكم للإيمان).
ومن دعاء الصحيفة لزين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما : (إلهي لو بكيت لك حتى تسقط أشفار عيني ، وانتحبت لك حتى ينقطع صوتي ، وقمت لك حتى تنتثر قدماي ، وركعت لك حتى ينخلع صلبي ، وسجدت لك حتى تتفقأ حدقتاي ، وأكلت تراب الأرض طول عمري وشربت ماء الرماد آخر دهري وذكرتك في خلال ذلك حتى يكل لساني ، ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك ما استوجبت بذلك محو سيّئة واحدة من سيئاتي ، وإن كنت تغفر لي حين استوجب مغفرتك وتعفو عني حين أستحق (١) عفوك فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق ولا أنا أهل له باستيجاب) انتهى.
وروى المؤيد بالله عليهالسلام في كتاب (سياسة المريدين) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لأبي ذرّ رحمهالله : «يا أبا ذر : إن حقوق الله جل ثناؤه أعظم من أن يقوم بها العباد ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين» ،
وفي أقوال قدماء العترة عليهمالسلام من هذا المعنى كثير.
__________________
(١) (ب) أستوجب.