(أي صفتهم وحالهم العجب) كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى».
والآخر : قوله عليهالسلام : «أين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيئكم ... الخبر».
وهذا الخبر توقيف ليس للاجتهاد فيه مسرح «و» : بشهادة قول النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «إني تارك فيكم» : «ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وهذه الأخبار ممّا تلقاه أهل البيت عليهمالسلام ، وشيعتهم جميعا بالقبول وغير ذلك مما تواتر معنى وأفاد العلم قطعا أنهم لا يفارقون الحق ولا يفارقهم «طالبا بذلك مرضاة الرحمن»: أي رضاه «ومدحرة الشيطان» : أي مطردته أي طرده وبعده «ومنفعة الإخوان بريّا من العصبية» : للمذهب «والعجب» : بما قلت «والرّيا» : والسمعة بما وضعت «مستمسكا» أي ملتزما «بعروة ممسك الأرض والسماء» : العروة معروفة والمراد هنا الالتزام والثبات على دين الله المستقيم «به» : أي بالله سبحانه «ثقتي» : أي وثوقي في الإعانة والتوفيق «عليه توكلت وهو رب العرش العظيم» :
ومما قاله عليهالسلام في هذا الكتاب المبارك شعرا :
هذا الأساس كرامة فتلقّه |
|
يا صاحبي بكرامة الإنصاف |
واحرز نفيسا من نفائس نثره |
|
جمعت بغوص في خضمّ صاف |
جمع المهيمن بيننا في دينه |
|
جمعا يفي بإصابة وتصافي |
قوله : هذا الأساس أي هذا المؤلّف هو الأساس أي الأصل الصحيح الذي تبتنى عليه العقائد الصحيحة ، فعلى هذا يكون لفظ الأساس مستعملا في معناه اللغوي ، وقوله كرامة أي جعلته وألّفته كرامة لإخواني المؤمنين ، وقوله : واحرز نفيسا أي درّا أي علما مما يتنافس فيه المتنافسون لعظم شأنه ، من نفائس نثره أي منثوره الذي هو نفائس جمعت بالنظر إلى أفراد مسائله ، وأفردت أوّلا بالنظر إلى أنّ ما جمعه هذا الكتاب علم نفيس ، وقوله : بغوص