وشبه باطل قولهم بالشيء المحسوس الضار كالسمّ ونحوه الذي يكون في الدّحل وهو الهوّة أو في الغيابة وهو قعر البئر ، وهو مع ذلك مستور بثياب سود ، والجامع بين المشبّه والمشبّه به خشية الضرر من غير شعور ، ويسمّى إطلاق لفظ المسوح على الشّبه استعارة تصريحية لأنه ذكر المشبّه به وأريد به المشبه ، ويسمى إطلاق لفظ (١) المشبه أعني ضئيل الأقوال على المشبه به وهو السمّ الموصوف بما ذكر استعارة بالكناية لأنه كنّى بذكره فأريد به المشبه به ، ويسمى إطلاق لفظ المسوح أيضا فوقه وكشفها عنه وكونها في غيابات الظلم استعارة تخييلية لأنها قرينتها وهي ممّا يلائم المشبه به ، ولا يمنع كونها استعارة مصرحة عن شيء من كونها استعارة تخييلية عن شيء آخر ، ولا يخفى ما في هذه الاستعارات من المناسبة والفصاحة والبلاغة وبراعة الاستهلال «لإزاحته» : أي لإزالة ذلك الضئيل «بإشراق ما حضرني من بدور أقوال أعلام خير الأمم» : أي بضياء ما وقفت عليه من أقوال علماء أهل البيت عليهمالسلام الذين هم كالأعلام أي الجبال المرتفعة ، وأقوالهم كالبدور المشرقة ، وخير الأمم أمّة محمّد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ..) (٢) الآية. ويسمى إثبات الإشراق للأقوال ترشيحا للتشبيه أو للاستعارة على رأي ، «وشموس احتجاج» : أي وبإشراق شموس احتجاج «الذين وفّقوا لإصابة الحق الأقوم» : أي المستقيم شبّه احتجاجهم في الوضوح بالشمس المشرقة وهو تشبيه مؤكد كبدور الأقوال «من عترة النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم» : أي الذين هم عترة النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشهادة قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٣): وهذه الآية نزلت في خمسة وهم أهل الكساء : رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلي وفاطمة والحسنان عليهمالسلام ، لما سيأتي من الأدلة في باب الشريعة إن شاء الله تعالى «و» بشهادة «خبري السفينة» : أحدهما قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «مثل أهل بيتي فيكم
__________________
(١) (أ) ناقص : لفظ.
(٢) آل عمران (١١٠).
(٣) الأحزاب (٣٣).