ومذوّت الذوات من غير أن تكون ذواتا ولا شيئا «وتقديسا» : أي وتنزيها «للعليم» : بكل شيء من المبصرات وغيرها «السميع» : أي العليم بكل شيء من المسموعات «عن مشابهة الخلق الضعيف» : أي تقديسا له جل وعلا عن مشابهة الخلق الضعيف ، وضعف الخلق واضح لأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا «والجور القبيح السخيف» : أي وتنزيها له جل وعلا عن الجور وهو الظلم لعباده المتصف بالقبح والسّخافة الذي من تحلّى به فقد تحلّى بصفة النقص «وكثر في ذلك» : أي في تنزيه الله تعالى وتوحيده «الخلاف» : بين أهل الحق والباطل «والشقاق» : من أهل الباطل لأهل الحق «وقلّ فيه الائتلاف والاتفاق» : بين أهل الباطل والحق مع وضوح الدلائل وإكمال العقول والبصائر ، ولكن ميلا إلى الهوى واتباع المتشابه ورفض المحكم من الكتاب والسنة (١) وحجج العقول كما حكى الله سبحانه : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ...) الآية (٢).
وكما «قال الله» : سبحانه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) (٣) : أي بغير معرفة منه ولا اهتداء ولا حجة واضحة «ثاني عطفه» : أي مائلا عن الحق متكبّرا ، والعطف الشّق بكسر الشين ، والثّني العطف بفتح العين وهو المصدر كنّى بذلك عن التكبر والميل عن الحق لما كان المتكبر المائل عن الحق يثني عطفه أي يعطف شقه (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) (٤) : الخزي الفضيحة والهوان «أحببت أن أكشف المسوح عن ضئيل الأقوال» : أي ضعيف الأقوال «في غيابات الظلم» : وهذا جواب (لمّا) والمراد بالمسوح جهالات الجاهلين ، وهي الشّبه التي زعموا أنها أدلة وحجج على أقوالهم شبهت (٥) بالثياب السود الكائنة في ظلمة فلا يستضيء ما غطته لتأكد الحجاب من الظلمة وسواد الثياب ، وغيابة الشيء : غوره وما غاب منه عن عين الناظر وأظلم من أسفله
__________________
(١) (ب) ورفضا لمحكم الكتاب والسنة.
(٢) آل عمران (٧).
(٣) الحج (٨).
(٤) الحج (٩).
(٥) (ب) شبهها.