الله تعالى فإنها إنما تدرك بالتفكر في صنعه المحكم.
قالت البغدادية : ومن ذلك العلم بمخبر الأخبار المتواترة فإنها إنّما تعلم بالاستدلال. وقال الجمهور : هو ضروري.
«والإدراك به» أي بالعقل ينقسم إلى قسمين «إن عري عن حكم» أي عن نسبة شيء إلى شيء نفيا كان أو إثباتا «فتصوّر» وسمّي تصوّرا لأنه يعلم به صور الأشياء ومفرداتها ، ومعنى ذلك أنه يحصل في ذهن الإنسان صورة مطابقة لما في الخارج.
قال عليهالسلام : وهذا فيما يمكن تصوره ، وما (١) لا يمكن تصوره كالعلم بالله تعالى فإنه يسمى إيمانا «وإن لم يعر» الإدراك بالعقل عن النسبة «فتصديق» أي يسمّى تصديقا لصحة دخول التصديق في الخبر المطابق له ، وكل واحد من التصور والتصديق ضروري ومكتسب فالضروري منهما هو الاعتقاد الذي لا يقف على اختيار المختص به مع سكون النفس إليه.
وهو ينقسم إلى : ما يحصل فينا مبتدأ كالعلم بأحوال أنفسنا من كوننا مريدين وكارهين ونحو ذلك.
وإلى ما يحصل فينا عن طريق كالعلم بالمدركات فإن الإدراك طريق إليه والمكتسب ما يقف على اختياره كذلك أي مع سكون النفس إليه مثال الضروري من التصور : العلم بزيد ونحوه مما لا يحتاج إلى تحديد ومن التصديق العلم بأن الكل أكثر من الجزء وأن الظلم قبيح والعدل حسن وشكر المنعم (٢).
ومثال المكتسب من التصور : العلم بصورة شيء من المخلوقات لا يعلم (٣) إلّا بالحد ، ومن التصديق العلم بأن العالم محدث ونحو ذلك.
ولا بدّ أن ينتهي الاكتساب إلى ضرورة في طرفي التصور والتصديق
__________________
(١) (ض) لا فيما لا يمكن.
(٢) (ض) وشكر المنعم واجب.
(٣) (ض) التي لا تعلم.