وإلّا لم تنقطع المطالبة بما في التصورات (١) وبلم في التصديقات بل كان يحتاج كل حدّ إلى حدّ وكل دليل إلى دليل كذا ذكره القرشي في منهاجه.
«والتصديق» ينقسم إلى قسمين «جازم» وهو ما حصل القطع بوقوعه «وغير جازم» وهو بخلافه «فالجازم مع المطابقة» للواقع في الأمر نفسه «وسكون الخاطر» من الشك والارتياب «علم» أي يسمّى علما فعلى هذا العلم نوع من الاعتقاد مخصوص وبعض من أبعاضه ، وعند بعضهم هو جنس مستقل «و» الجازم «مع عدمهما» أي عدم المطابقة وسكون الخاطر أو مع عدم الأول وهو المطابقة أي لم يطابق مع سكون الخاطر «اعتقاد فاسد» أي يسمّى اعتقادا فاسدا «و» هو أيضا «جهل مركب» أي ويسمّى جهلا مركّبا وهو تصوّر الشيء أو تصديقه على خلاف ما هو عليه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
«ومع عدم الثاني» أي عدم سكون الخاطر مع أنه قد طابق الواقع «اعتقاد صحيح» أي يسمّى اعتقادا صحيحا «و» التصديق «غير الجازم إن كان راجحا» أي اعتقادا راجحا على خلافه بأمارة «فظنّ» أي يسمّى ظنّا «وإن كان مرجوحا» وكان خلافه الراجح «فوهم» أي فيسمّى وهما لا حقيقة له «وإن استوى» فيه «الحال» ولم يترجح أحد الجانبين «فشك» أي يسمّى شكّا «والأول» أي الراجح الذي هو الظنّ «إن طابق» الواقع «فصحيح» أي يسمّى ظنّا صحيحا «والّا يطابق» الواقع «ففاسد» أي يسمّى ظنّا فاسدا «وقد يطلق الوهم على الغلط» فيقال : وهمت في كذا أي غلطت «و» قد يطلق أيضا «على الشك» فيقال : وهمت في كذا أي شككت فيه «والتّوهّم» في اللغة «التصور» للشيء «صوابا كان» ذلك التصور بأن يطابق الواقع «أم خطأ» بأن يخالفه.
«قال الشاعر» وهو ذو الرّمة :
فما شنّتا خرقاء واهية الكلى |
|
سقى بهما ساق ولما تبلّلا |
«بأضيع من عينيك للدمع كلّما |
|
تذكّرت ربعا أو توهّمت منزلا» |
أراد أو تصورت منزلا الشّنّ القربة الخلق ، والشنة أيضا كأنها صغيرة
__________________
(١) (ب) بما في التصوريات وبلم في التصديقيات.