فلا تتقدمه «وجودا» أي في الوجود «بل» يتقارنان في الوجود في وقت واحد ولكن تتقدم عليه «رتبة» أي تقديرا لأجل كونها علّة وتعقل العلة قبل المعلول «وشرط الذي أوجبته» وهو الصفة أو الحكم «أن لا يتخلف عنها» لأنها علة موجبة فلا بد من مقارنة معلولها لها «والسبب» عندهم «ذات موجبة لأخرى» أي لذات أخرى «كالنظر الموجب للعلم» ويقارن ولا يقارن ولا يوجب السبب صفة ولا حكما وإنما يوجب ذاتا أي عرضا فالعلم عرض ويسمى علة على ما عرفت والعالمية ونحوها صفة وهي مزية (١) أو حالة على اختلافهم في العبارة لا هي الموصوف ولا غيره ولا شيء ولا لا شيء.
قالوا «و» ما يجري مجرى المؤثر ثلاثة أشياء أيضا :
الأول : «الشرط» وهو «ما يترتب صحة تأثير غيره» أي غير الشرط وهو الجوهرية مثلا «عليه» أي على الشرط وهو الوجود «أو صحة» تأثير «ما يجري مجرى الغير» وهو الصفة فإنها عندهم جارية مجرى الغير ، وصحة تأثيرها مترتّب على وجودها «وهو» أي الشرط «نحو الوجود فإنه شرط في تأثير المؤثرات» أي في اقتضاء الجوهرية للتّحيّز واقتضاء العالميّة للإحكام والقادرية لصحة الفعل ، وليس بمؤثر فيها أي في الجوهريّة والعالميّة والقادريّة لما كان قد يحصل الوجود لمن ليس بمتحيّز كالباري تعالى ، والعرض وهذا هو الفرق بينه وبين المؤثرات عندهم ، والفرق بينه وبين المقتضى أن الشرط يقف تأثير غيره على حصوله والمقتضى لا يقف عليه تأثير مؤثر «وشرطه» أي شرط الشرط «أن لا يكون مؤثّرا بالكسر» أي بكسر المثلثة «في وجوب المؤثّر بالفتح» أي بفتحها وإنما هو شرط مصحح لتأثير المؤثر كما ذكرناه آنفا.
«و» الثاني مما يجري مجرى المؤثر «الدّاعي» وهو «عندهم ضربان : حاجي» أي تدعو إليه الحاجة «وحكمي» بكسر الحاء المهملة منسوبا إلى الحكمة أي تدعو إليه الحكمة.
«فالأول» أي الحاجي «العلم» أي علم العاقل «أو الظن» أي ظنه «بحسن الفعل لجلب نفع النفس» كالأكل «أو دفع الضرر عنها» كالفرار من
__________________
(١) (ب) المزية.