حر الشمس ، وقد يتزايد هذا الدّاعي فلا يختص العقلاء كالبهائم.
«والثاني» أي الحكمي «العلم» أي علم العالم «أو الظن» أي ظنه «بحسن الفعل من غير نظر إلى نفع النفس أو دفع الضرر عنها» وذلك «كمكارم الأخلاق» من إكرام الضيف وحسن الجوار وإفشاء السلام والإحسان وفك العاني.
«و» الثالث ممّا يجرى مجرى المؤثّر : «المقتضي» وهو «الصفة الأخص» أي التي تختص بالذّات كالجوهرية في الجوهر فإنها مختصة به مقتضية للتحيّز وهذه الصفة الأخص «هي المؤثّرة تأثير العلّة» أي مثل تأثير العلّة «والمشترط فيها» أي في الصفة الأخص «شرطها» أي العلة وهو مقارنة ما أوجبته «وكذلك شرط ما أوجبته» وهو أن لا يتخلف عنها ، وهذا معنى ما ذكروا (١) من تفسير المقتضي حيث قالوا هو صفة تقتضي صفة أخرى يرجعان إلى ذات واحدة كالتّحيّز فإنه مقتضى عن الجوهرية ، والمدركية مقتضاة عن الحيّية وهما (٢) لذات واحدة ، وإنّما أخر عليهالسلام المقتضى وهو عندهم المقدم لكونه جاريا مجرى العلة في إيجاب التأثير على ما عرفت لأنه إنما أثبته بعض المعتزلة وهم البهشمية وهو لكل ذات عندهم كالجوهرية في الجوهر وهو الجسم ، والعرضية في العرض ، ومن ذلك الصفة الأخص التي زعموها في ذات الباري تعالى المقتضية لصفاته بزعمهم.
قال عليهالسلام : «قلت هي» أي العلّة والسبب وما يجري مجراهما «إمّا لا دليل على تأثيرها بل قام الدليل على بطلانه» أي بطلان تأثيرها «وذلك هو العلة» التي ذكروها «والمقتضى» وهو الصفة الأخص «إذ ما إيجابهما لما ادّعي تأثيرهما إياه» وهو المعلول الذي هو الصفة أو الحكم «بأولى من العكس» وهو كون الصفة أو الحكم مؤثرة في العلة والمقتضى وذلك «لعدم تقدمهما» أي العلة والمقتضي «وجودا» أي في وجودهما «على ما أثّراه» وهو الصفة أو الحكم «ولا دعوى تقدمهما رتبة عليه» كما زعموه «بأولى من العكس» وهو دعوى تقدم
__________________
(١) (ب) ما ذكروه.
(٢) (ب) وهي.