الحديث (الوارد في ذلك) أي : في عددهم (خبر واحد) لم يقترن بما يفيد القطع ((١) فهو (إن صحّ) (٢)) ، (فإن وجدت فيه الشروط) المعتبرة للحكم بصحته (وجب ظن مقتضاه مع تجويز نقيضه) بدله (وإلا) أي : وإن لم يصح (فلا) يجب ظن مقتضاه ، وعلى كل من التقديرين (فيؤدي) أي : فقد يؤدي حصرهم في العدد الذي لا قطع به (إلى أن يعتبر فيهم من ليس منهم) بتقدير كون عددهم في نفس الأمر أقل من الوارد ، (أو يخرج) عنهم (من هو منهم) بتقدير أن يكون عددهم في نفس الأمر أزيد من الوارد. والحديث الذي ورد فيه عددهم هو حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وهو حديث طويل يتضمن أنه سأل النبي صلىاللهعليهوسلم عن أشياء منها عددهم ، ولفظ رواية أحمد رضي الله عنه في «مسنده» : «قلت : يا نبي الله ، كم عدد الأنبياء؟ قال : «مائة ألف وأربعة وعشرون ؛ الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا» (٣) ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» بلفظ : «وأربعة وعشرون ألفا» (٤) ، وهي مصرحة بما أبهم في رواية أحمد. ومدار الحديث على علي بن يزيد وهو ضعيف (٥). ورواه أحمد أيضا من طريق آخر بنحو معناه ، وفيه : «قلت : يا رسول الله كم المرسلون؟ قال : «ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا» (٦) رواه الطبراني أيضا في «الأوسط» والبزار بإسناد فيه المسعودي وهو ثقة ، لكنه اختلط (٧). وروى الطبراني في «الأوسط» أيضا من حديث أبي أمامة الباهلي أن رجلا سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... الحديث ، وفيه : «قال : يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال : «ثلاثمائة وخمسة عشر» (٨) وليس فيه سؤال عن عدد الأنبياء. قال الحافظ أبو الحسن الهيثمي في كتابه «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» : رجاله رجال الصحيح ، غير أحمد بن
__________________
(١ ـ ٢) سقط من (ط).
(٣) المسند ٥ / ٢٦٦ ، واللفظ في المسند : «كم وفى عدة الأنبياء ، قال : مائة وأربعة وعشرون ألفا».
(٤) المعجم الكبير ، للطبراني ، رقم ٧٨٧١.
(٥) علي بن يزيد : الذهلي ، قال عنه ابن حجر : بأنه نقل عن سفيان ابن عيينة بخبر كذب في مناقب علي رضي الله عنه. (لسان الميزان ، لابن حجر ، ٤ / ٢٦٧).
(٦) وقال مرة «خمسة عشر» ، المسند ، ٥ / ١٧٨.
(٧) المسعودي : عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ، الكوفي المسعودي ، من أهل البصرة ، ثقة ، اختلط آخر عمره. توفي سنة ٦٠ ه وقيل سنة ١٦٥ ه. (تقريب التهذيب : ص ٣٤٤)
(٨) الحديث في مسند أحمد ، برقم ٢١٦٠٢ ، وأخرجه الطبراني في الكبير ، رقم (٧٥٤٥) والأوسط رقم (٤٠٥) بلفظ «وخمسة عشر». وقال : لا يروى هذا الحديث عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد.