ولما ذكر المصنف الخلاف في حقيقة الروح (١) عرّف الحياة الحادثة ليظهر مغايرتها للروح فقال : (والحياة عرض يلازم وجوده في البدن تعلق الروح) بالبدن (عادة) أي : بحسب ما أجرى الله تعالى به عادته ، (فإذا فارقت الروح) البدن (فارقته الحياة أيضا) ، وتقييد المصنف بالعادة للتنبيه على أن اعتدال المزاج ووجود البنية ، أي : البدن المؤلف من العناصر الأربعة ، والروح الحيواني ، وقد عرفوه بأنه جسم لطيف بخاري يتكون من لطافة الأخلاط ، ينبعث من التجويف الأيسر من القلب ، ويسري إلى البدن في عروق نابتة من القلب تسمى بالشرايين ، ليس شيء منها شرطا عندنا في تحقق المعنى المسمى بالحياة ، خلافا للفلاسفة والمعتزلة.
__________________
(١) الروح : يعرف بعض المتكلمين الروح بأنها الحياة القائمة بالبدن ، وهي جزء من أجزائه. لكن ابن تيمية رد هذا القول واعتبر الروح المفارقة للبدن بالموت ليست جزءا من أجزاء البدن ولا صفة من صفاته. وأطلق البعض على الروح بأنها حقيقة الإنسان أو النفس الناطقة محل المعقولات ،. لكنه توقف في البحث عن كنهها مع الإجماع على وجودها ، (انظر : رسالة في العقل والروح لابن تيمية ، ص ١٠).