من ضروريات الدين ، وليس فيها دليل قطعي ، وقد نقل الأمر بالإمساك عن الكلام في حكم الأطفال في الآخرة مطلقا عن القاسم بن محمد وعروة بن الزبير من رءوس التابعين وغيرهما ، وقد ضعف أبو البركات النسفي في «الكافي» (١) رواية التوقف عن أبي حنيفة ، وقال : الرواية الصحيحة عنه أن أطفال المشركين في المشيئة (٢) ، لظاهر الحديث الصحيح : «الله أعلم بما كانوا عاملين» (٣).
وقد حكى الإمام النووي فيهم ثلاثة مذاهب (٤) : الأكثر أنهم في النار ، والثاني التوقف ، والثالث الذي صححه أنهم في الجنة ؛ لحديث : «كل مولود يولد على الفطرة» وحديث رؤية إبراهيم ليلة المعراج في الجنة وحوله أولاد الناس (٥).
(وقال محمد بن الحسن : أعلم) بصيغة المضارع (أن الله لا يعذب أحدا بلا ذنب) (٦) وهو ميل إلى ما رجحه النووي ، وفي أطفال المشركين أقوال أخرى ضعيفة لا نطيل بذكرها وبالله التوفيق.
__________________
(١) الكافي ، كتاب في الفروع. ذكره صاحب كشف الظنون ، ٢ / ١٩٩٧.
(٢) ولكن أبا البقاء الكفوي نقل في الكليات أن الرواية الأصح أن أبا حنيفة توقف في جملة مسائل منها محل أطفال المشركين ومصيرهم ، وساق لذلك منظومة أحد الأدباء عند ما قال :
ثمان توقف فيها الإمام |
|
وقد عدّ ذلك دينا مبينا |
أوان الختان وسؤر الحمار |
|
وفضل الملائك والمرسلين |
ودهر وخنثى وجلالة |
|
وكلب وطفل من المشركين |
انظر : الكليات ، ٣٠٤.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في القدر ، باب الله أعلم بما كانوا عاملين ، رقم ٦٢٢٤.
(٤) انظر : شرح مسلم ، للنووي ، ١٦ / ١٧٨.
(٥) الحديث أخرجه البخاري في الجنائز ، باب ما قيل في أولاد الناس ، رقم ١٣٢٠ ، وهو مروي عن سمرة بن جندب.
(٦) انظر : شرح مسلم ، للنووي ، ١٦ / ١٧٨.