وأهل نجران بنون مفتوحة فجيم ساكنة اسم مكان كانوا نصارى لا يهودا ، فجعلهم يهودا سبق قلم أو وهم ، و «السيد» : مقدم القوم ، و «العاقب» : الذي يعقبه أي يليه فيهم.
وفي الصحيحين أيضا من حديث أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن لكل أمة أمينا ، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح» (١).
(فكيف يجوز على هؤلاء) الصحابة الذين هم (٢) خير الأمة ومنهم الجماعة المبشرة بالجنة وفي المبشرين من هو موصوف على لسان الصادق المصدوق بأنه أمين على دين الله (أن يعلموا الحق من ذلك) أي : من أمر الإمامة وتعيينه لإنسان (ويتجاهلوا عنه) أي : يتكلفوا إظهار الجهل به معرضين عنه ، حتى يترك من يعلم الحق روايته لهم اتقاء لقتلهم إياه ، أو خوف ضرر منهم (أو يرويه) لهم (أحد يجب قبول روايته فيتركوا العمل به بلا) دليل (راجح) يقولون عليه ، معاذ الله أن يجوز ذلك عليهم شرعا أو عادة لأنه خيانة في الدين.
(ولو جاز عليهم الخيانة) في أمور الدين (وكتمان الحق) مع علمهم به (لارتفع الأمان في كل ما نقلوه من القرآن والأحكام ، وأدى) تجويز ذلك (إلى أن لا يجزم بشيء من الدين ، إذ إنما أخذناه) أي : الدين (بشعبه) أي : بجميع أصوله وفروعه (كلّه عنهم) رضي الله عنهم ، و «كلّه» بالنصب ، تأكيد للضمير المنصوب في «أخذناه» (نعوذ بالله من نزغات الهوى والشيطان) جمع نزغة ، وهي النسخة ، استعيرت لميل النفس إلى ما تهواه من القبائح لوسوسة الشيطان.
(وإذا ثبت) بما ذكرناه (عدم النص على علي رضي الله عنه ، فإن أثبتنا نصه على أبي بكر) رضي الله عنه (ثبت حقيّة إمامته) أي : كونها حقا ، (وإن قلنا لم ينص عليه ثبت) حقية إمامته (أيضا :)
(أما الأول :) أي : النص على إمامته (ففيه) من الأخبار الواردة (ما هو صريح) فيها ، (وما هو إشارة) إليها :
(أما الأول :) وهو الصريح (فقوله) عليه الصلاة و (السلام في مرضه الذي توفي فيه على ما ثبت في صحيح مسلم وغيره) من حديث عائشة رضي الله عنها
__________________
(١) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة ، باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح ، رقم ٣٥٣٤ ، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة ، رقم ٢٤١٩.
(٢) في (م) : هم.