أطوع لله (وأعمل بحدوده) أي : بالوقوف عندها وعدم تعديها (وأبعد عن اتباع الهوى وحظوظ النفس) كما يشهد لهم بذلك الحديث الصحيح : «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم» (١).
(ومنهم بقية العشرة المبشرة بالجنة) فإن العشرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص واسمه مالك وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، وبقيتهم من عدا أبا بكر وعليا منهم ، (وفيهم) أي : في العشرة المبشرة (الذي نص رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حديث اليهود على أمانته على دين الله حين قال لهم : «لأبعثن معكم أمينا حق أمين» (٢) وبعثه رضي الله عنه ، أعني : أبا عبيدة بن الجراح).
وحديث بشارة العشرة بالجنة رواه أبو داود والترمذي من حديث سعيد بن زيد ، أحد العشرة من طرق بألفاظ منها : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «وإني لغني أن أقول عليه ما لم يقل ، فيسألني عنه غدا إذا لقيته : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة ، وسكت عن العاشر ، قال : ومن هو العاشر؟ فقال : سعيد بن زيد» (٣).
وحديث بعث أبي عبيدة في الصحيحين من حديث حذيفة قال : جاء أهل نجران إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا رسول الله ابعث إلينا رجلا أمينا (٤) ، فقال : «لأبعثن إليكم رجلا أمينا ، حق أمين ، فاستشرف لها الناس ، فبعث أبا عبيدة بن الجراح» (٥) ، وعند مسلم : «حق أمين حق أمين مرتين» (٦) ، وفي رواية الترمذي قال : جاء العاقب والسيد إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالا : ابعث معنا أمينك ، قال : «فإني أبعث معكم ...» الحديث.
__________________
(١) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الأيمان والنذور ، باب إثم من لا يفي بالنذر ، رقم (٦٦٩٥) عن عمران بن الحصين ، وأخرجه مسلم برقم ٢٥٣٣.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب قصة أهل نجران ، رقم ٤١١٩ ـ ٤١٢٠
(٣) الحديث أخرجه بألفاظ متقاربة أبو داود برقم ٤٦٤٩ ، والترمذي برقم ٣٨٣٢.
(٤) في (ط) : حق أمين فقال : لأبعثن إليكم رجلا أمينا ، حق أمين.
(٥) أخرجه البخاري في المغازي ، باب قصة أهل نجران ، رقم ٤١٢٠ ، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة ، رقم ٢٤٢٠.
(٦) تقدم تخريجه.