له مفردة على هذه المسألة أن القول بدخول الاستثناء هو قول أكثر السلف ؛ من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، والشافعية والمالكية والحنابلة ، ومن المتكلمين الأشعرية والكلابية ، قال : وهو قول سفيان الثوري (١). اه.
(ولا خلاف بينهم) أي : بين القائلين بدخول الاستثناء والقائلين بمنعه (في أنه لا يقال) «أنا مؤمن إن شاء الله» (للشك في ثبوته) أي : الإيمان (للحال) أي : حال التكلم بالاستثناء المذكور ، (وإلا) أي : وإن لم يكن ذلك ، بأن كان الاستثناء للشك (كان الإيمان منفيا) لأن الشك في ثبوته في الحال كفر ، (بل ثبوته في الحال مجزوم به) دون شك.
(غير أن بقاءه إلى الوفاة) عليه ، (وهو المسمى ب «إيمان الموافاة» (٢)) أي : الذي يوافى العبد عليه ، أي : يأتي متصفا به آخر حياته وأول منازل آخرته (غير معلوم) له ، (ولما كان ذلك) يعني : «إيمان الموافاة» (هو المعتبر في النجاة كان هو الملحوظ عند المتكلم) ((٣) بقوله : «أنا مؤمن إن شاء الله» (٣)) (٤) (في ربطه) ((٥) أي : الإيمان في قوله : «أنا مؤمن» (٥)) (بالمشيئة ، وهو) ((٦) أي : «إيمان الموافاة» (٦)) أمر (مستقبل ، فالاستثناء فيه اتباع لقوله تعالى : (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (سورة الكهف : ٢٣)) فلا وجه لوجوب تركه.
(إلا أنه) أي : الشأن (لما كان ظاهر التركيب) في قول القائل : «أنا مؤمن إن شاء الله» (الإخبار بقيام الإيمان) به (في الحال ، وقران) ((٧) بالنصب عطفا على قوله : «الإخبار» أي : كان ظاهر التركيب أمرين الإخبار المذكور واقتران (٧)) كلمة (الاستثناء به) ((٨) أي : بالإخبار بقيام الإيمان في الحال (٨)) (كان تركه) أي : ترك
__________________
(١) انظر : إتحاف السادة المتقين ، ٢ / ٢٧٨. وفيه يثبت الزبيدي نسبة هذه الكتابة المفردة إلى السبكي ويقول عنها بأنها غريبة في بابها ، ولا توجد عند كل أحد.
(٢) إيمان الموافاة : هو الإتيان والوصول إلى آخر الحياة وأول منازل الآخرة على الإيمان ، عكس الناجز ، فإيمان الموافاة ، هو الباقي إلى النهاية ، وهو مقرون بالثبات ، فهو منج وإن كان مسبوقا بالضد ، ولذا يرى الأشاعرة أن العبرة بإيمان الموافاة.
(٣) سقط من (م).
(٤) في (ط) : بالاستثناء.
(٥) سقط من (م).
(٦) سقط من (م).
(٧) سقط من (م).
(٨) في (م) : أي بكونه مؤمنا في الحال.