قلنا : هذا زلل ممن ظنه ، فإن الأوقات يعبر بها عن موجودات تقارن موجودا ((١) هذا تعريف الأشاعرة (١)) ، وكل موجود أضيف إلى مقارنة موجود فهو وقته ، والمستمر في العادات التعبير بالأوقات عن حركات الفلك وتعاقب الجديدين هذا تعريف الفلاسفة (٢).
((٣) أي ذلك الموجود مجهول ، والموجودات المقارنة له معلومة يؤقت بها المجهول فهي زمانه ، وذلك يختلف باختلاف حال السامع ، تقول : «ولد النبي صلىاللهعليهوسلم عام الفيل» لمن يعلم عام الفيل ولا يعلم وقت مولد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتقول : «عام الفيل هو عام مولد النبي صلىاللهعليهوسلم» لمن يعلم وقت مولد النبي صلىاللهعليهوسلم ولا يعلم عام الفيل. وبعضهم جعل الزمان نفس المقارنة فقال : هو مقارنة متجدّد معلوم لمتجدّد مبهم إزالة للإبهام ، وهو واضح في كون الزمان اعتباريا لا حقيقيا ، فإنه على كلّ من التفسيرين كذلك ، لكن في التعبير الأول «بالموجودات» ما يوهم خلاف ذلك (٣)) فإذا تبين ذلك في معنى الوقت فليس من شرط وجود الشيء أن يقارنه موجود آخر ، إذ (٤) لم يتعلق أحدهما بالثاني في قضية عقلية ، ولو افتقر كل موجود إلى وقت ، وقدرت الأوقات موجودة ، لافتقرت ((٥) تلك الأوقات (٥)) إلى أوقات أخر ، وذلك يجرّ إلى جهالات لا ينتحلها عاقل ، فالباري سبحانه وتعالى قبل حدوث الحوادث متفرد بوجوده وصفاته ، لا يقارنه حادث». انتهى كلام «الإرشاد» (٦).
__________________
(١) سقط من (م).
(٢) ذكرنا تعريف الزمان عند الفلاسفة والمتكلمين في ص ٣٧.
(٣) سقط من (ط).
(٤) في (م) : إذا.
(٥) سقط من (م).
(٦) انظر : الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد ، ص ٣٢.