اعتقاد أنه) تعالى (متكلم بهذا المعنى) وهو قيام المعنى المسمى بالكلام النفسي بذاته المقدسة تعالى.
(وأما) كونه متكلما (بالمعنى الآخر) أي : اللفظي وهو قيام الحروف بذاته تعالى (على تقدير الأعمّية) أي : كون الكلام مطلقا أعمّ من اللفظي والنفسي (فيجب نفيه) عنه تعالى (لامتناع قيام الحوادث به) تعالى (١).
(والقول بأن الحروف قديمة) كما قاله الحشوية وبعض الحنابلة (مكابرة للحس) لا يلتفت إليه (للإحساس بعدم السين) أي : لأنا ندرك بواسطة الحس عدم «السين» (قبل الباء) أي : قبل تمام التلفظ ب «الباء» (٢) (في «بسم الله) الرحمن الرحيم» (ونحوه) من الألفاظ المنتظمة الحروف يحس فيها بعدم الحرف الثاني من الكلمة قبل تمام التلفظ بالأول. والله ولي التوفيق.
__________________
(١) لأنه لو كان محلا للحوادث فهو حادث ، لاستلزام ذلك الجوهرية والعرضية ومعنى من صفات الحوادث.
(٢) قال الباقلاني في «النقض الكبير» : من زعم أن السين من بسم الله بعد الباء ، والميم بعد السين الواقعة بعد الباء لا أول له ، فقد خرج عن المعقول وجحد الضرورة ، وأنكر البديهة ، فإن اعترف بوقوع شيء بعد شيء فقد اعترف بأوّليته ، فإذا ادعى أنه لا أول له فقد سقطت محاجته وتعين لحوقه بالسفسطة ، وكيف يرجى أن يرشد بالدليل من يتواقح في جحد الضروري. انظر : المقالات للكوثري ، ص ١٢٤.