واستدعيت عليه بينة أن شاهدي زور جاءا إليه وقالا سمعناه يقول أنا قادر على بنيان بيت المقدس في ثلاثة أيام» فيا لله العجب كيف يدعي أن تلك المعجزة والقدرة له ويدعي أن الشاهدين عليه بها شاهدا زور؟! وفيه أيضا للوقا «أن المسيح قال لرجلين من تلامذته : اذهبا إلى الحصن الذي يقابلكما ، فإذا دخلتماه فستجدان فلوا مربوطا لم يركبه أحد فحلاه واقبلا به إلي» وقال في إنجيل متى في هذه القصة «أنها كانت حمارة متبعة» وفيه أنه قال : «لا تحسبوا أني قدمت لأصلح بين أهل الأرض ، لم آت لصلاحهم ، لكن لألقي المحاربة بينهم ؛ إنما قدمت لأفرق بين المرء وابنه والبنت وأمها حتى يصير أعداء المرء أهل بيته» ثم فيه أيضا : «إنما قدمت لتحيوا وتزدادوا خيرا وأصلح بين الناس» وانه قال : «من لطم خدك اليمين فانصب له الآخر». وفيه أيضا انه قال : «طوبى لك يا شمعون رأس الجماعة ، وأنا أقول انك ابن الحجر (١) وعلى هذا الحجر تبني بيعتي ، فكلما أحللته على الأرض يكون محللا في السماء ، وما عقدته على الأرض يكون معقودا في السماء» ثم فيه بعينه بعد أسطر يقول له : «اذهب يا شيطان ولا تعارض فإنك جاهل» فكيف يكون شيطان جاهل مطاع في السموات وفي الإنجيل نص «انه لم تلد النساء مثل يحيى» هذا في إنجيل متى ، وفي إنجيل يوحنا؟! «إن اليهود بعثت إلى يحيى من يكشف عن أمره ، فسألوه من هو أهو المسيح؟ قال : لا ، قالوا : نراك الياس؟ قال : لا ، قالوا أنت نبي؟ قال : لا ، قالوا أخبرنا من أنت؟ قال : أنا صوت مناد المفاوز «ولا يجوز لنبي أن ينكر نبوته فانه يكون مخبرا بالكذب.
ومن العجب أن في إنجيل متى نسبة المسيح إلى أنه ابن يوسف ، فقال : عيسى بن يوسف بن فلان ، ثم عد إلى إبراهيم الخليل تسعة وثلاثين أبا. ثم نسبه لوقا أيضا في إنجيله إلى يوسف ، وعد منه إلى إبراهيم نيفا وخمسين أبا. فبينا هو إله تام إذ صيروه ابن الإله ثم جعلوه ابن يوسف النجار؟!!
__________________
(١) في خطية : صلوا بالك يا شمعون ابن الحمامة وأنا أقول أنك ابن الحجر.