قالوا : فحدثنا عن نفسك يا أمير المؤمنين؟ قال : إياها أردتم ، كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت. وقال مسروق : شافهت أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة : إلى علي وعبد الله وعمر وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وأبي بن كعب ، ثم شافهت الستة فوجدت علمهم ينتهي إلى عليّ وعبد الله. وقال مسروق : جالست أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم وكانوا كالأخاذ الأخاذ يروي الراكب ، والأخاذ يروي الراكبين ، والأخاذ العشرة ، والأخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم ، وإن عبد الله من تلك الأخاذ ، وفي الصحيح عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى أرى الري يخرج من أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر» فقالوا : «فما أولت ذلك يا رسول الله قال : «العلم» وقال عبد الله : إني لا حسب أن عمر بن الخطاب قد ذهب بتسعة أعشار العلم. وقال عبد الله : لو أن علم عمر بن الخطاب وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علم عمر. وقال : حذيفة بن اليمان : كأن علم الناس مع علم عمر دس في حجر. وقال الشعبي : قضاة هذه الأمة أربعة عمر وعلي وزيد وأبو موسى. وقال قبيصة بن جابر : ما رأيت رجلا قط أعلم بالله ولا أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله من عمر. وقال علي : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى اليمن وأنا حديث السن ليس لي علم بالقضاء ، فقلت إنك ترسلني إلى قوم يكون فيهم الأحداث وليس لي علم بالقضاء ، قال فضرب في صدري وقال : «إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك» ، قال : فما شككت في قضاء بين اثنين بعده. وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال : كنت أرعى غنما لعقبة ابن أبي معيط فمر بي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر ، فقال لي : «يا غلام هل من لبن»؟! فقلت : نعم ولكني مؤتمن ، قال : «فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟؟ قال فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر ، ثم قال للضرع : «أقلص» فقلص ، قال ثم أتيته بعد هذا فقلت : يا رسول الله علمني من هذا القول ، فمسح رأسي ، وقال : «يرحمك الله أنك عليم معلم» وقال عقبة بن عامر : ما أرى أحدا أعلم بما أنزل على محمد من عبد الله ، فقال أبو موسى : إن تقل ذلك فإنه كان يسمع حين لا نسمع ويدخل حين