يكون فصح النصارى يوم الأحد ليكون بعد فصح اليهود ، وأن لا يكون فصح اليهود مع فصحهم في يوم واحد ، ومنعوا أن يكون للأسقف زوجة ، وذلك أن الأساقفة منذ وقت الحواريين إلى مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر كان لهم نساء ، لأنهم كانوا إذا صيروا واحدا أسقفا وكانت له زوجة ثبتت معه ولم تتنح عنه ما خلا البتاركة فانهم لم يكن لهم نساء ، ولا كانوا أيضا يصيرون أحدا له زوجة بتركا ، قال وانصرفوا مكرمين محظوظين ، وذلك في سبعة عشر سنة من ملك قسطنطين الملك ، ومكث بعد ذلك ثلاث سنين (إحداها) كسر الأصنام وقتل من يعبدها (والثانية) أمر أن لا يثبت في الديوان إلا أولاد النصارى ، ويكونون هم الأمراء والقواد (والثالثة) أن يقيم للناس جمعة الفصح والجمعة التي بعدها لا يعملون فيها عملا ولا يكون فيها حرب ، وتقدم قسطنطين إلى أسقف بيت المقدس أن يطلب موضع المقبرة والصليب ويبني الكنائس ، ويبدأ ببناء القيامة ، فقالت هيلانة أمه إني نذرت أن أسير إلى بيت المقدس وأطلب المواضع المقدسة وابنيها ، فدفع إليها الملك أموالا جزيلة ، وسارت مع أسقف بيت المقدس ، فبنت كنيسة القيامة في موضع الصليب وكنيسة قسطنطين.
ثم اجتمعوا بعد هذا مجمعا عظيما ببيت المقدس ، وكان معهم رجل دسه بترك القسطنطينية وجماعة معه ليسألوا بترك الإسكندرية ، وكان هذا الرجل لما رجع إلى الملك أظهر أنه مخالف لاريوس ، وكان يرى رأيه ويقول بمقالته ، فقام الرجل وقال إن «أريوس» لم يقل أن المسيح خلق الإنسان ولكن قال به خلقت الأشياء لأنه كلمة الله التي بها خلقت السموات والأرض ، وإنما خلق الله الاشياء بكلمته ، ولم تخلق الأشياء كلمته كما قال المسيح في الإنجيل «كل بيده كان ومن دونه لم يكن شيء» وقال : «به كانت الحياة والحياة نور البشر» وقال : «العالم به يكون» فأخبر أن الأشياء به تكونت. قال ابن البطريق فهذه كانت مقالة أريوس ولكن الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا تعدوا عليه وحرفوه ظلما وعدوانا ، فرد عليه بترك الإسكندرية وقال أما أريوس فلم تكذب عليه الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا ولا ظلموه لأنه إنما قال الابن خالق الأشياء دون الأب ، وإذا كانت الأشياء إنما خلقت بالابن دون أن يكون الأب لها خالقا فقد أعطى أنه ما خلق منها